للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البتة مع قيام ليلها، وكان يعمل الخوص، ويتقوت منه وما أكل خبزا طريا قط؛ بل يأخذ القراقيش فيبلها فى نقاعة الخوص ويتناول منها هو ورهبان الدير ما يمسك الرمق من غير زيادة، هذا قوتهم مدة حياتهم، حتى مضوا لسبيلهم، وأما أبو مقار الإسكندرانى، فإنه ساح من الإسكندرية إلى مقاريوس المذكور، وترهب على يديه، ثم كان أبو مقار الثالث وصار أسقفا. انتهى.

وقال كترمير: إنه فى زمن بنيامين بطرك الإسكندرية توجهت رهبان أبى مقار إليه وترجوه فى حضوره إلى ديرهم؛ لأجل أن يحضر افتتاح الكنيسة التى بنوها باسم أبى مقار، بقرب مساكن الرهبان فى أسفل الجبل؛ لتسهيل أمر العبادة على الشيوخ. انتهى.

قال المقريزى: ومنها دير أبى بخنس القصير يقال إنه عمر فى أيام قسطنطين بن هيلانة. ولأبى بخنس هذا فضائل مذكورة، وهو من أجل الرهبان، وكان لهذا الدير حالات شهيرة، وبه طوائف من الرهبان، ولم يبق به الآن إلا ثلاثة رهبان، ودير إلياس وهو دير للحبشة، وقد خرب دير بخنس كما خرب دير إلياس، أكلت الأرضة أخشابهما فسقطا، وصار الحبشة إلى دير سيدة بخنس القصير، وهو دير لطيف بجوار دير بخنس القصير، وبالقرب من هذه الأديار دير أنبانوب، وقد خرب هذا الدير أيضا، وأنبانوب هذا من أهل سمنود قتل فى الإسلام ووضع جسده ببيت فى سمنود، ودير الأرمن قريب من هذه الأديرة وقد خرب، وبجوارها أيضا دير بوبشاى، وهو دير عظيم عندهم من أجل أن بوبشاى هذا كان من الرهبان الذين فى طبقة مقاريوس وبخنس القصير ٥٠ وهو دير كبير جدا، ودير بإزاء دير بوبشاى كان بيد اليعاقبة، ثم/ملكته رهبان السريان من نحو ثلثمائة سنة، وهو بيدهم الآن ومواضع هذه الأديار يقال لها بركة الأديرة ودير سيدة برموس على اسم السيدة مريم، فيه بعض رهبان وبإزائه دير موسى، ويقال أبو موسى الأسود ويقال برموس وهذا الدير لسيدة برموس، وبرموس اسم الدير، وله قصة حاصلها أن مكسيموس ودوماديوس كانا ولدى