أن لا يفتحوا الباب إلا بعد أن ينزل قسيس بواسطة حبل خفية، بحيث لا يراه أحد فينظر إلى طالب الفتح.
وفى كل دير بئر عمقها ثلاثة عشر مترا، عليها ساقية بقواديس يستعمل ماؤها فى لوازم الدير، وفى سقى حديقة صغيرة فيها أشجار الزيتون والنخل والجميز، ويزرع فيها بعض الخضر، ويزيد ماء تلك الآبار، وتنتهى زيادته فى شهر يناير، وينقص فى زمن الصيف.
وفى دير الشوام شجرة ارتفاعها ستة أمتار ونصف، ومحيطها ثلاثة أمتار وهى شجرة العرديب الهندى، يقال إنه لا يوجد غيرها فى بلاد مصر، ويزعمون أن سبب غرسها أن الرهبان شكوا إلى مارى إفريم الجرمان من إقامتهم فى الصحراء، فأمر أحدهم أن يغرس نبوته فى الأرض، فغرسه فاخضر، وهو هذه الشجرة.
وفى الدير الرابع المسمى بدير مقار بئر مالحة، وفى خارجه على بعد أربعمائة متر بئر عذبة كثيرة الماء وعيون أخر، وأما خلاوى الرهبان فهى ضيقه لا يدخلها النور، وارتفاعها متر وفرشها حصر، وامتعتها جرار وقلل فخار، وأكثرهم ما بين أعمى وأعور ومعيشتهم من الحسنة، وأكلهم الفول والعدس والزيت، وأوقاتهم مستغرقة/فى الصلاة والأدعية والأوراد، وعدّتهم تسعة وخمسون راهبا، تسعة فى دير البرمياس، وثمانية عشر فى دير الشوام، واثنا عشر فى دير أنبابشاى وعشرون فى الرابع، وكلهم تحت حكم بطرك الإسكندرية، والكتب التى بهذه الديور بعضها مكتوب على رق، وبعضها على ورق، وبعضها عربى وبعضها قبطى، وترجمته على هامشه، وهى محطة تنزل عندها العرب ويواسيهم الرهبان خوفا منهم.
وأغلب من يسكن بقرب برك النطرون قبيلة الجوابى، وعدتهم يومئذ [زمن دخول الفرنسيس أرض مصر] ألفان من الرجال غير الإناث والذرارى، فكانوا يقيمون هناك مدة الشتاء، وفى مدة إقامتهم ينقلون النطرون على الإبل، ويأتون