فى رفعها، فمالت قلوب الأهالى إليهم، وابتهل الجميع إلى الله تعالى فى إزالة الأمراء، فاغتاظ البرديسى، وخرج مغاضبا إلى مصر العتيقة وهو يقول: لا بد من تقريرها عليهم ثلاث سنين، وأخذ الأمراء يدبرون على العسكر، وأرسلوا إلى جماعاتهم المتفرقين فى الجهات القبلية والبحرية، فحضروا واجتمعوا بالأزبكية فى يوم الأحد السابع والعشرين من الشهر، فارتاع الناس، وأغلقوا الحوانيت والدروب، وقامت العسكر على الأمراء، واحتاطوا ببيت إبراهيم بيك بالداودية، وكذا ببيت البرديسى بالناصرية، وتفرقوا على باقى بيوت الأمراء، وكان عند البرديسى عدة من العسكر ينفق عليهم، ومنهم الطوبجية وغيرهم، وكان قد عمر قلعة الفرنسيس التى فوق تل العقارب بالناصرية، وأنشأ بها أماكن وشحنها بآلات الحرب والذخيرة والجبخانة، وقيد بها طوبجية، وعساكر من الأرنؤد، وذلك خلاف المقيدين بالأبراج والبوابات التى أنشأها قبالة بيته، جهة قناطر السباع، والجهة الأخرى، فلما وصل إليه عثمان بيك يوسف جعله فى مكانه ببيته وخرج فى ترتيب مهماته، وكان العسكر قد نقبوا نقبا من الجنينة التى خلف داره، فقاتلوا من بالدار ونهبوها، وبلغ الخبر باقى الأمراء، فخرج أغلبهم إلى مصر القديمة، وفى سابع ساعة من الليل، جاء فرمان من أحمد باشا خورشيد حاكم الإسكندرية بولايته على مصر، فأرسله محمد على مع طائفة من العسكر ليلا إلى القاضى، فأطلعوه عليه وأمروه أن يجمع المشايخ فى الصباح فيقرأه عليهم، فامتنع المشايخ من الحضور؛ بسبب قيام الفتنة والحرب فى جميع الأزقة والحارات، وقد تسبب عن تلك الفتنة خروج الأمراء، وإبراهيم بيك هاربين من مصر، وكان من بالقلعة منهم وقت نزولهم منها قد أرادوا أخذ محمد باشا العزتلى، وعلى باشا القبطان، وإبراهيم باشا، وكانوا مسجونين بها فمنعهم عسكر المغاربة من أخذهم، ونهبوا الضربخانة وما فيها من العدد والمطارق والذهب والفضة، وتسلم العسكر القلعة من غير ممانع، وطلعها محمد على، ثم نزل ومعه محمد باشا العزتلى ورفقاؤه، وأمامهم المنادى ينادى بالأمان، وأشاعت الناس رجوع محمد باشا إلى ولاية