للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محفورا مصبوغا باللازورد المشمع، وعمدت إلى ما جاوز من العمود تسع عشرة ذراعا، والرأس المنصوب عليه، والعارضة اللبخ الممسكة له فنقشت ذلك كله بالذهب واللازورد، وكتبت على العارضة آية الكرسى (١) إلى آخرها، وكتبت على حائط الزقاق المقابل للنيل فوق باب مدخل المقياس حيث يقرأه السابلة سطرا فى الرخام من أوله إلى آخره وهو:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين، أمر عبد الله جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين، ببناء هذا المقياس الهاشمى لتعرف به زيادة النيل ونقصانه، وأطال الله بقاء أمير المؤمنين، وأدام له العز والتمكين والظفر على الأعداء، وتتابع الإحسان والنعماء، وزاده فى الخير رغبة، وبالرعية رأفة. وكتبه أحمد ابن محمد الحاسب فى رجب سنة سبع وأربعين ومائتين. وكتبت سطرين فى رخام على جانبى الباب، أحدهما: بسم الله ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، ﴿وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً﴾ (٢). والآخر بسم الله، بلغ الماء فى السنة التى بنى فيها المقياس المتوكلى المبارك سبعة عشر ذراعا وثمانية عشر إصبعا، واتخذت مثال سبع من رخام ركبته فى وجه حائط قويعة القناة، والمطل على النيل على المقدار الذى إذا بلغ الماء ستة عشر ذراعا، دخل الماء فى فيه، وكتبت فوق ذلك فى أعلى الحائط:

﴿أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَ أَنْفُسُهُمْ أَ فَلا يُبْصِرُونَ﴾ (٣).

/كتبه أحمد بن محمد الحاسب فى جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين ومائتين، وصلى الله على محمد النبى وآله وسلم تسليما.


(١) الآية رقم ٢٥٥ من سورة البقرة.
(٢) سورة الإسراء، الآية ٨١.
(٣) سورة السجدة، الآية ٢٧.