ومزينة بجميع الصور والنقوش التى كانت فى المعابد، وكان يشاهد بها التماثيل والهياكل وصور الكواكب والبروج. وكانت سفن الأمراء ورؤس الجيوش وحكام المديريات مركبة من ثلاث طبقات، ارتفاع كل طبقة تسعة أقدام، وكانت غير مذهبة جميعها، بل كانت الألوان تتناوب مع الذهب فى الزينة؛ لأجل أن تتميز عن سفن الملوك، وكانت صورة المقدس ارييس ممنوعة منها؛ لأنها منقبة مختصة بالملك. وسفن القسس وضباط العسكر والأعيان مركبة من طبقتين ارتفاع كل طبقة منها ثمانية أقدام وهى مزينة بأنواع الألوان، وكان ممنوعا منها إدخال صورة المقدس «أرييس» والمقدس «أورودس». والسفن المستعملة فى نقل الأشياء التجارية وركوب عامة الناس مركبة من طبقة واحدة لجلوس المسافرين، وليس فيها نقوش بل هى مصبوغة بلون بسيط لا غير، والطبقة المذكورة هى عدة أود بعضها داخل بعض، كأود السفن المسماة فى زماننا بالذهبيات، وكان الموجود من أنواع السفن المذكورة كثيرا جدا، حتى قال بعضهم إنه يبلغ ثمانين ألف سفينة، وكان جميعها يرى فوق النيل فى مدة زيادته، وهذا فضلا عما كان يوجد من غيرها، وكان أيضا كثيرا جدا وهو مخصوص بباقى طوائف الأهالى، وكانت الرجال والنساء تتنقل فيها من جهة إلى أخرى فيختلط بعضهم ببعض، وكان يحصل من العزف بالآلات والقصف واللهو ما يجل عن الحصر، وكانت تسمع الألحان والمغانى وآلات الطرب فوق النيل وفوق الخلجان المتفرعة منه، وكان جميع الناس مشغولا بالحظوظ، متفرغا للملاهى، فكانوا يضيعون الزمن الذى يبقى النيل فيه فوق الأرض فى مسرات ومبرّات حتى تنكشف، فيتحوّلون لخدمتها وزرعها، وكانت ترى فى كل جهة من جهات القطر وقدات تعمل وتستمر طول زمن الموسم، وكان كل إنسان يجرى فيها ما يكون فى وسعه، فالعظيم على قدر عظمه، وغيره على حسب ميسرته. وفى الجهة