وبلغ مقدار المكعبات التى اشتغلتها الأنفار فى هذه المدة قريبا من مليون متر مكعب فى طول ستة وثلاثين ألف متر من الفم إلى بحر طناح. وجعل عرضها من القاع عشرة أمتار ونصف متر، وانحدارها ستة وثلاثين مليمترا فى كل ألف متر؛ فصارت من أحسن الترع الموجودة بهذه المديرية، ويحصل منها فى الأربع والعشرين ساعة قريب من سبعمائة ألف متر مكعب من الماء، وحصل من ذلك غاية الفائدة لجهات البحر الصغير وبحر طناح، وكانوا قبل ذلك يقاسون غاية المشقات فى زمن الصيف؛ بسبب قلة ما يرد لهم من المنصورية لكثرة ما عليها من الوابورات، مع أن وارد هذه الترعة غير كاف؛ بسبب علوّ فرش قنطرة الفم، وكثيرا ما كان يحصل التشكى من أهالى البحر الصغير من تلف زراعتهم وتعطيل أرزاقهم، واستمروا على ذلك إلى أن لحقتهم العناية الخديوية بحفر هذه الترعة؛ فزال عنهم ما كانوا يعانونه من المشاق.
وبها قنطرة بثلاث عيون وجميع/بنائها بالحجر الآلة، وسدّها بواسطة الأخشاب بجهة الفم، وعلى بعد ثمانية عشر ألف متر ومائتين وخمسة وسبعين مترا تقريبا يوجد قنطرة تسمى قنطرة ميت العامل المزمع على تجديدها بدل القنطرة الموجودة الآن، بعينين اثنتين، وبناؤها بالطوب الأحمر والحجر الآلة. وعلى بعد خمسة عشر ألف متر مصمم على عمل قنطرة قبلى قنطرة السكة الحديد بدل القنطرة التى بقرب ناحية بلجاى بالطوب الأحمر وحجر الآلة، ومن بعدها يوجد قنطرة للسكة الحديد بالمنصورة، وبعد هذه المسافة تنتهى ترعة أم سلمة المذكورة ببحر طناح، وترعة الجبادة المتصلين بالمشرع ببحر الحاج حسين فى نهاية التقابل المتصل ببحر حدوث ببحيرة المطرية، وطول هذه المسافة إلى بحر طناح ثلاثة آلاف وخمسمائة متر.