وتفتح ترع حوض الضبعية والأقالتة على البحر؛ للتخفيف، فإن لم يحصل بذلك تخفيف ولا راحة فتحت جميع الترع الصغيرة على البحر الأعظم. ثم إذا نزل البحر من خمسة أيام من توت تسدّ تلك الترع؛ لحفظ المياه لوقت الصرف، فإن تنازل النيل تنازلا كليا وظهر للمهندس كشف الأراضى قبل سبعة عشر يوما من توت؛ بادر بإعادة سدّ تلك القناطر، فيسدّ قناطر أرمنت، والرزيقات فى اليوم السابع من توت، وقناطر المحاميد والكيمان فى اليوم التاسع منه، وقناطر أصفون وإسنا فى اليوم الحادى عشر منه، وقناطر النمسا والسباعية فى اليوم الثالث عشر منه، وقناطر الرمادى فى اليوم الرابع عشر منه.
وهذا التنازل الكلى نادر وإن أمسك النيل فتبقى تلك القناطر مفتوحة يعطى بعضها بعضا، ويصير التخفيف من الترع الصغيرة كما ذكر بقدر طاقة الجسور، ولا يمسك على الجسر زيادة عن طاقته بل يصير التفريج عنه من الترع أو القناطر عند تمامه، وإذا كانت الحيضان تامة والبحر عاليا والترع الصغيرة طالعة، تسدّ هذه الترع الصغيرة وتفتح القناطر بالترتيب، فيبتدأ بالبحرى قبل القبلى وهكذا حتى ينتهى.