وكانت غير جيدة فى الرى؛ لداعى عدم امتدادها مقبلا، ولدواعى ورود المراكب بأرزاق الفيوم، ومن ناحية اللاهون كانت تمر بالملق وتخرج من ترعة المجنونة بالبحر الأعظم، ولعدم تحملها للمراكب المتوسطة؛ صار جمع الفيوم وبنى سويف فى مدة حسين باشا الجوخدار لما كان مأمور الفيوم، وصار جمع نحو خمسة وعشرين ألف نفر من مديرية الفيوم، وحفرت الترعة من أشمنت تعميقا وتوسيعا مغربا إلى ناحية أبى صير، ومن بعدها صار حفر ترعة اللاهون القديمة الخارجة من اليوسفى، ومارة مبحّرة إلى بواطن مديرية الجيزة، وعملت عمد من بناء ونخيل بوسط الملق؛ لمشى المراكب عليها، ولداعى رجوعها فى البحر الأعظم عند/ورود مياة الصرف، وطلب تمام رىّ الحوض وعسر سدّها؛ صار إنشاء فم مستجد بجوار فبريقة بندر بنى سويف، ويمتد مبحّرا حتى يسقط فى ترعة المجنونة قبلى بنى عدى، وسدّ الفم القديم، وصارت ضامنة للرىّ، وإذا احتيج لتمام رى الحوض فلا ترجع الترعة المذكورة إلى البحر، لبعدها ووجود الميل الكافى لتمام الرىّ.
وبواسطة قطعها بالترعة الابراهيمية؛ صارت هذه الترعة خاصة بالشروق، ورىّ حوض قشيشة صار مضمونا من البحر اليوسفى بواسطة ترعة اللاهون، وترعة أبى بكر.
وترعة أبى بكر المذكورة هى أصل اليوسفى المتوجه إلى جهة الجيزة، وهى فم خارج من اليوسفى قبلى قناطر اللاهون بنحو تسعمائة متر، ويمتد مبحرا بجوار جبل الحاجر بوسع نحو ثمانين مترا، ويقابل ترعة اللاهون قبلى ناحية الحمام وبحرى ناحية اللاهون بنحو ألف وخمسمائة متر، وهذا الفم كان به قنطرة بثلاث عيون، العينان المتطرفتان وسع كل عين منهما ٢،٦٢، والعين الوسطى سبعة أمتار بدون عقد؛ لمرور المراكب، وبها اتساع كثير، وكان يحصل بها طمى فاستغنى عنها بترعة اللاهون الخارجة من جوار قناطر اللاهون من بحرى المارّه بجوار جسر جاد الله إلى اللاهون، وتستقيم مشرقة مبحرة حتى تنزل بالباطن السالف ذكره قبل ناحية الحمام.