للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسبانيولى. وعلى ذلك فما ذكره المقريزى فى خصوص دينار عبد الملك يتوصل به إلى معرفة الدينار والدرهم، إذ بمعرفة أحدهما يعرف الآخر.

وبجميع ما مر من التوضيحات علم أن الدينار غير المثقال/، فالدينار هو أعلى قطعة من نقود الذهب، والمثقال هو الثقل الذى يوزن عليه قطع النقود.

والجارى الآن فى جميع البلاد هو أن وزن نقود المعاملة منسوب إلى الأوزان المعتبرة فى كل بلد بحسبها مثل: المركا والليورا والكيلو غرام ونحو ذلك.

وحيث تبين أن دينار عبد الملك لم يخالف الدرهم الرومى، فيظهر أن الخليفة المذكور، حين أراد ضرب سكته، نسب وزن الدينار إلى المثقال أو السيكستول الذى هو معيار الأوزان التى كانت جارية عند العرب ومن قبلهم وكانت عند الرومانيين وحفظ تلك النسبة فى سكته. أ. هـ.

ويؤيد ذلك ما نقله المناوى عن المقريزى فإنه قال: «كان الناس قبل عبد الملك يؤدون زكوات أموالهم من الكبار والصغار (من الدراهم)، فلما اجتمعوا مع عبد الملك على ما عزم عليه، عمد إلى درهم واف فإذا هو ثمانية دوانق، وإلى درهم من الصغار فإذا هو أربعة، فجمعهما من حمل زيادة الأكبر على نقص الأصغر وجعلهما درهمين متساويين زنة كل واحد منهما ستة دوانق واعتبر المثقال، فإذا هو لم يبرح فى إبان الدهور مؤقتا محدودا كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل كل درهم منها ستة دوانق، فأقر ذلك وأمضاه ولم يتعرض لتغيير». أ. هـ.

قال (واسقيس): وما نقلناه عن أبى هريرة عن النبى ، يحقق أن الأوزان التى كانت جارية بالشام هى الأوزان الأتيكية - أى الرومية - التى حدثت هناك من زمن الإسكندر ولم تغيرها الفرس وأنه كان لدرهم تلك الأوزان نسبة صحيحة إلى الدينار وأن هذه النسبة هى الوحدة، أى الدرهم الأتيكى، الذى قدره ٤،٢٥ غرام.

وفى رسالة المقريزى أن النقود الذهب والفضة كانت قبل الاسلام ضعفها بعده.