ثم إن الفرق بين السعر الجارى للألف محبوب والسعر الحقيقى هو عشرة آلاف ومائتان واثنان وخمسون ميديا، إذا استنزل منه مبلف ألف وستمائة وأربعين يكون الباقى ثمانية آلاف وستمائة واثنى عشر، وهو ربح الضربخانه على المائة وثمانين ألف ميدى، وهذا الربح يساوى أربعة وثلاثة أرباع فى المائة.
والجارى فى ضرب القروش، أن الفضة الداخلة فى الألف ريال وهى ثمانية آلاف وسبعمائة وخمسون درهما، يضاف إليها ثلاثة عشر ألفا وسبعمائة وخمسون درهما من النحاس، فيكون مجموع ذلك قبل التسييح اثنين وعشرين ألف درهم وخمسمائة درهم، يعمل منها بعد عملية الضرب مائتان وواحد وسبعون ألف ميدى وخمسمائة ميدى، وهذا المقدار يوازن تسعة عشر ألفا وثمانمائة وتسعة عشر درهما، باعتبار أن وزن كل ألف ميدى ثلاثة وسبعون درهما. ويكون الفرق بين الأصل والناتج ألفين وستمائة وواحدا وثمانين درهما هو قيمة الضائع فى عمليات الضرب وذلك يساوى اثنى عشر فى المائة تقريبا، وهو قدر كثير سببه التقسيم إلى أقسام صغيرة تتأثر سطوحها بالنار مع ما تستوجبه العملية من رجوع القصاصة إلى النار، وكذا الميايدة المكسرة والمصدوعة ونحو ذلك كعدم الدقة والحذق فى الصنعة وطرق التجهيز والضرب.
وبهذه الأسباب كان بونابرت قد قصد ضرب الميايدة فى بلاد أوروبا، ولكن لم يفعل، ولو تم ذلك لكثر الربح فيها بسبب اتساع دائرة الصنعة هناك، وضبط الآلات ونقص مصاريف الإدارة العامة.