وكالة أو حوشا يسكنه الفقراء، وفى هذه الحالة ما يتحصل منها من الاستغلال لا يكفى ما يتوقع بها من المرمة والعمارة، وعلى فرض حصول ذلك تصير خرابا فى زمن قريب مثل حوش الشرقاوى وغيره من بيوت الأمراء من الغز فى الأيام السالفة.
وقد قيل إن الميرى يرغب مشتراها ليجعلها ديوانا لإقامة المجالس المحلية، فإن فعل ذلك لزمه أن يصرف عليها مبالغ وافرة لتحويلها إلى الصورة الموافقة لإقامة المجالس بها، إذ تحويلها يقتضى هدمها عن آخرها وعمارتها بشكل جديد. فالأولى أن تبقى على حالتها وتجعل ديوانا للضبطية والمخالفات وعساكر البوليس لوجودها فى وسط البلد.
(قلت): ويوجد الآن بجهة حائط هذه السراية القبلية ضريح مشهور عند العامة بضريح الست سعادة وهو غلط، والصحيح أنه ضريح سعادة غلام المعز لدين الله، وقد ذكرنا ترجمته فى شارع درب سعادة من هذا الكتاب.
وكان بجوار هذا الضريح باب درب سعادة القديم كان معقودا بالحجر، وعليه بوابة كبيرة وكان من داخله حمام كبير يعرف بحمام درب سعادة، وفى مقابلته سبيل كبير، وقد زال كل ذلك مع تكية الوزير إسكندر باشا وجامعه وسبيله ومكتبته التى أنشأها سنة ثلاث وستين وتسعمائة فى عمل الميدان كما تقدم ذكر ذلك.
وإلى هنا انتهى الكلام على وصف شارع قنطرة الأمير حسين قديما وحديثا.