قال المقريزى: هذا الخط فيما بين خط البندقانيين والوزيرية، ومن جملته المدرسة الصاحبية ودرب الحريرى والمدرسة السيفية، وبقى معروفا بخط دار الديباج إلى أن سكن هناك الوزير صفى الدين عبد الله بن على بن شكر فى أيام العادل أبى بكر بن أيوب فصار يعرف بخط سويقة الصاحب
ويؤخذ مما حكاه المقريزى فى خططه أن هذه الدار كانت كبيرة جدا، وموضعها اليوم جميع الكتلة من المنازل والعطف المحدودة بأول درب سعادة من جهة جامع جقمق الذى تجاه عطفة الست بيرم إلى عطفة الصابونجية، وبشارع المنجلة من أول هذه العطفة إلى شارع الحطاب عند بيت الأمير فاضل باشا، ويجمع شارع الحطاب، وجميع شارع اللبودية إلى جامع جقمق المتقدم، فهذه حدود دار الوزارة التى أنشأها الوزير المذكور.
ويتوصل لهذه الخطة الآن من خمسة أبواب: أحدها كان بقرب قنطرة باب الخرق من عند الضريح المعروف بالست سعادة بجوار سراى الأمير منصور باشا تجاه الخليج، وهو محل أحد أبواب القاهرة الذى وضعه جوهر فى الجهة الغربية من السور، وسمى باب سعادة لدخول سعادة أحد غلمان المعز منه-كما تقدم. وثانيها تجاه قنطرة الأمير حسين محل الخوخة التى فتحها الأمير المذكور، وكان بداخل هذا الباب معمل معد لتشغيل شمع العسل، وقد زال الآن ودخل محله فى جنينة السراى المذكورة. وثالثها بقرب قنطرة الموسكى، وهو باب الخوخة، والعامة تقول إن سعادة علم على جارية زنجية من قهرمانات الناصر محمد بن قلاوون ويزعمون أن الحارة منسوبة إليها، وليس كذلك لأن الحارة اسمها الوزيرية، وسعادة هو غلام المعز الذى نسب إليه باب القاهرة، كما عرفت ذلك. ورابعها بالقرب من باب حارة الجودرية وخامسها بجوار جامع الحبشلى.
وبها الآن من المدارس:
المدرسة البوبكرية بجوار حارة الفرن، عرفت باسم منشئها الأمير سيف الدين اسنبغا ابن سيف الدين بكتمر البوبكرى الناصرى، ووقفها على فقهاء الحنفية، وأنشأ بجانبها حوض ماء وسقاية ومكتبا للأيتام، وذلك فى سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة، وبنى قبالتها جامعا، مات قبل إتمامه، ثم فى سنة خمس عشرة وثمانمائة جعل بها منبرا، وأقيمت فيها الجمعة. (انتهى)