للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآن عند الزاوية الغربية البحرية لبيت حافظ بيك-شماشرجى الخديو السابق إسماعيل باشا- الكائن على الشارع المار تجاه بيت الأمير محمد باشا أبى سلطان.

وهذا الميدان كان أولا بستانا، كما ذكر ذلك المقريزى حيث قال: الميدان الصالحى كان بأراضى اللوق من بر الخليج الغربى، وموضعه الآن من جامع الطباخ بباب اللوق إلى قنطرة قدا دار التى على الخليج الناصرى، ومن جملته الطريق المسلوك الآن من باب اللوق إلى القنطرة المذكورة.

(قلت): وهذا الطريق عوضه الشارع الفاصل بين بيت أبى سلطان باشا وبيت يعقوب بيك القطاوى الذى آخره الشارع العام المسلوك فيه إلى قصر العينى ومصر القديمة.

ثم قال المقريزى: وكان أولا بستانا يعرف ببستان الشريف ابن ثعلب، فاشتراه السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل محمد ابن الملك العادل أبى بكر بن أيوب بثلاثة آلاف دينار مصرية من الأمير حصن الدين ثعلب ابن الأمير فخر الدين إسماعيل بن ثعلب الجعفرى فى شهر رجب سنة ثلاث وأربعين وستمائة، وجعله ميدانا، وأنشأ فيه مناظر جليلة تشرف على النيل الأعظم، وصار يركب إليه ويلعب فيه بالكرة. وكان عمل هذا الميدان سببا لبناء القنطرة التى يقال لها اليوم قنطرة الخرق على الخليج الكبير لجوازه عليها، وكان قبل بنائها موضعها موردة سقائى القاهرة، وما برح هذا الميدان تلعب فيه الملوك بالكرة من بعد الملك الصالح إلى أن انحسر ماء النيل من تجاهه وبعد عنه، فأنشأ الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى ميدانا بطرف أراضى اللوق يشرف على النيل.

قال المقريزى: وموضعه الآن تجاه قنطرة قدادار من جهة باب اللوق. (قلت): فيكون محله الآن جميع الأرض الممتدة غربى شارع مصر العتيقة إلى ساحل النيل حينذاك، وكان يمتد إلى الخور يعنى بقرب جسر أبى العلاء.

ثم قال المقريزى: وما زال يلعب فيه بالكرة هو ومن بعده من ملوك مصر، إلى أن كانت سنة أربع عشرة وسبعمائة فنزل السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون وخرب مناظره وعمله بستانا من أجل بعد البحر عنه، وأرسل إلى دمشق فحمل إليه منها سائر أصناف الشجر، وأحضر معها خولة الشام والمطعمين فغرسوها فيه وطعموها، وما زال بستانا عظيما، ومنه تعلم الناس بمصر تطعيم الأشجار فى بساتين جزيرة الفيل.