ويؤخذ من كلام المقريزى أن بستان أبى اليمان المعروف مكانه بحكر أقبغا كان يمتد إلى الخليج، وإلى شارع درب الحجر من الجهة البحرية، وإلى شارع خليل طينة من الجهة القبلية، ويدخل فيه من الجهة الغربية كتلة المنازل المحددة بشارع درب الحمام وشارع المذبح وجزء من شارع الناصرية إلى جامع الإسماعيلى، ويكون محل غيط قيماز الآن الأرض التى على يمين السالك بشارع المذبح لحد شارع أبى الليف، وأول شارع الناصرية.
ويؤخذ من كلامه أيضا على حكر الحلبى أن بستان الفرغانى كان مجاورا لحكر الخليلى من بحريه، وكان يمتد إلى بركة الطوابين، ويوجد بخرطة الفرنساوية أثر بركة غير بركة الشقاف، محلها اليوم بيت حرم محو بيك، والجامع الجديد الذى بناه الخديو إسماعيل بدل جامع محمد بيك المبدول، وهذه البركة كانت تسمى عند أهل هذه الخطة ببركة الدمالشة، وكان يأتى إليها الماء من القاطون المارّ ببيت راغب باشا وبيت مرعشلى باشا، وفمه موجود إلى الآن بقرب قنطرة سنقر، والظاهر أن هذا القاطون محل الهدير الصغير والآتى ذكره فى عبارة المقريزى، وأن بركة الدمالشة هى بركة الطوابين المذكورة، ويكون بستان الفرغانى محله الآن كتلة البيوت المحددة بشارع الزير المعلق، وبشارع درب الحمام، وشارع حارة السقائين ويكون حكر الحلبى محله الجهة البحرية ببستان الفرغانى من بيت محو بيك إلى بركة الشقاف التى محلها اليوم ميدان عابدين، وإلى شارع البلاقسة، إذ المقريزى ذكر أن حكر الحلبى مجاور للزهرى وبركة الشقاف من غربيها، وأصله من جملة أراضى الزهرى، اقتطع منه وباعه القاضى مجد الدين بن الخشاب وكيل بيت المال لا بنتى السلطان الملك الأشرف خليل ابن قلاوون فى سنة أربع وتسعين وستمائة، وكان يعرف حين هذا البيع ببستان الجمال بن جن حلوان، ويغيط الكردى، وببستان الطيلسان وببستان الفرغانى، وحد هذه القطعة القبلى إلى بركة الطوابين، وإلى الهدير الصغير، والحد البحرى ينتهى إلى بستان الفرغانى، وإلى بستان البواشقى، والحد الشرقى إلى بركة الشقاف، وإلى الطريق الموصلة إلى الهدير الصغير، والحد الغربى إلى بستان الفرغانى، ثم انتقل هذا البستان إلى الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب فى أيام الناصر محمد بن قلاوون وحكره فعرف به. (انتهى).