غاب به عن غيره عندما … أصبح يستجليه فى فكره
مقدسا عن صورة واحدا … تنعدم الإشفاع فى وتره
وقال رضى الله تعالى عنه:
لولا ديارك يا سلمى لما سفحت … عينى الدموع لبرق فى الدجى سارى
ولا تميز قلبى من لظى حرقى … ولا غدا مدمعى من لوعتى جارى
ولا تهتكت من وجدى وقد لمعت … أنوارك الزهر أو نار بأشجار
تهدى إليها قلوبا طالما طلبت … حقائقا حجبت من تحت أستار
ومنها:
لم أنس ليلة جبت الحى وهى به … تلوح للعين فى بعد عن الدار
وقد أحاطت بها أسرار عزتها … وصاح داع لديها من هو الطارى
فارتج عرش وجودى ثم دكّ به … ثم انطوى سائرى عنى وآثارى
واستغرقتنى عنى فى أشعتها … واستعلنت لى من مشكاة أطوارى
حتى وجدت وجودى عينها فبها … وجدت نفسى عن سؤلى وأوطارى
ثم انفصلت فاسمعت الخطاب فما … غيرى الطروب بألحان ومزمار
الكل شفع ولكن قد جمعت به … جمعى فرنت به عيدان أوتارى
وله-﵁-من قصيدة افتتحها بالتكبير:
الله أكبر هذا النور قد ظهرا … الله أكبر هذا السر قد بهرا
إلى أن قال:
الله أكبر لم تترك حقائقه … منى هنالك لا عينا ولا أثرا
وختامها:
الله أكبر قل عنى ولا عجب … فالدار دارى ومن أهواه قد حضرا
وبهذا الديوان جملة تائيات وموشحات، هنّ فى كلام القوم وصناعة الأدب لباب اللباب، يسحرن الألباب، فمن تائية منهن: