العموم، وكذا كان للسادة الحنفية، وأما السادة الشافعية فكان شيخهم هو شيخ العموم، فلما انتقلت المشيخة للسادة الحنفية صار شيخهم شيخ العموم، وكان حق الشافعية أن يقيموا لهم شيخا لكن طمعهم فى رجوع المشيخة لهم حملهم على إهمال ذلك.
ولم تزل مشيخة المالكية باقية لصرفهم النظر عن عود المشيخة إليهم، قممن تولى مشيخة السادة المالكية الشيخ على الصعيدى المنسفيسى العدوى المتوفى سنة تسع وثمانين ومائة وألف.
ثم الشيخ أحمد الدردير العدوى الشهير بالولاية وتوفى سنة إحدى ومائتين وألف، وكان مع ذلك شيخ رواق الصعايدة وناظر وقفهم ومفتيا. وكلاهما مترجم فى الكلام على بنى عدى.
ثم بعده الشيخ محمد الأمير الكبير المتوفى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف.
ثم تولاها ابنه الشيخ محمد الأمير الصغير.
ثم الشيخ إبراهيم الملوانى.
ثم الشيخ عبد الله القاضى العدوى، جمعت له مع مشيخة الرواق، وتوفى سنة سبع وخمسين ومائتين وألف.
ثم بعده الشيخ حبيش المتوفى سنة إحدى وسبعين تقريبا.
ثم بعده شيخ الشيوخ أبو عبد الله الشيخ محمد عليش سار فيها بشهامة، ثم بعد قليل حصلت نادرة منعتة من القيام بواجبها، وقد ترجمه ابنه الشيخ محمد المالكى أحد مدرسى الأزهر، ولم يستوف مناقبه ولا قرب من استيفائها، فإنه المجدد فى هذا القرن.
فقال: إنه الإمام الجهبذ الوحيد الجامع بين العلم والتقوى، الرافل فى حلل الزهد والورع، المتجافى عن الشبهات والبدع، فرع الشجرة النبوية، وخلاصة السلسلة الهاشمية، أستاذنا ومولانا الشيخ محمد بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد عليش، ومنشأ تلقبه بعليش أن اسم جده الأعلى علوش أحد أجداد الغوث سيدى عبد العزيز الدباغ صاحب كتاب الذهب الإبريز. قال المترجم فيما كتبه بطرة شرحه لقواعد الإعراب:
إن الأصل الأول من الجهتين من فاس، والأب ولادة طرابلس الغرب والأم ولادة مصر، وقال فى حاشيته التيسير/والتحرير على شرحه لمجموع المحقق الأمير: أخبرنى من يوثق به أن مدينة طرابلس ليس فيها من يسمى عليشا إلا جدى محمد وأولاده، وأنه من فاس، أقام بطرابلس فى رجوعه من الحج وتزوج بها وولد له بها أربعة ذكور ثم توفى بها فانتقلوا منها، ومات عمى محمد بمكة المشرفة، وكان من الأولياء العارفين، وتوفى والدى وأخوه على وحسين