بمصر ودفنوا بحارة الدوادارى بقرب الجامع الأزهر، وأخبرنى آخر يوثق به أن بأعمال فاس قبيلة من الأشراف يقال لها العلالشة فلعل جدى منها والله أعلم. وأخبر المترجم أن والده لقبه فى صغره بمحمد حبيب ولكن شاع بين الناس اللقب الأول، وأن ولادته كانت بحارة الجوار بجوار الجامع الأزهر فى شهر رجب الحرام سنة سبع عشرة ومائتين وألف هجريه، وحفظ القرآن وسنه ثلاث عشرة سنة، واشتغل بالعلم فى الأزهر وأدرك به الجهابذة كالشيخ محمد الأمير الصغير والشيخ عبد الجواد الشباسى والشيخ عوض السنباوى والشيخ مصطفى السلمونى والشيخ مصطفى البولاقى والشيخ فراج العمورى والشيخ محمد فتح الله والشيخ حسن حميدة العدوى والشيخ مقديشى المغربى السفاقسى، وممن أجازه شيخ المالكية الشيخ إبراهيم الملوى والشيخ مصطفى البنانى صاحب التجريد على السعد والشيخ محمد حبيش شيخ المالكية وغيرهم ﵃.
واشتغل بالتدريس فى الأزهر سنة اثنتين وثلاثين، فلم يدع فنا إلا درسه وأفاد فيه حتى تخرج عليه جل أهل الأزهر أو كلهم فى وقته، منهم: الشيخ أحمد أبو السعود الإسماعيلى والشيخ منصور كساب العدوى والشيخ مخلوف المنياوى والشيخ محمد الحداد والشيخ محمد قطة العدوى، كلهم مالكيون.
وممن أخذ عنه الأستاذ شيخ الجامع الأزهر الآن الشيخ محمد الإنبابى والشيخ أحمد الأجهورى والشيخ عبد الرحمن الشربينى والشيخ عبد الرحمن البحراوى الحنفى وغيرهم، وله التآليف العديدة الجامعة المفيدة، فمنها شرحه منح الجليل على مختصر الشيخ خليل فى أربعة مجلدات ضخام وحاشية عليه ثلاثة أجزاء وقد طبع بالحاشية على هامشه فى المطبعة الكبرى ببولاق، وشرحه مواهب القدير على مجموع العلامة الأمير فى أربعة مجلدات وحاشيته عليه التيسير والتحرير أربعة أجزاء، وحاشية على مجموع الأمير تسمى البدر المنير أربعة أجزاء ضخام، وشرحه الجامع الكبير على مجموع الأمير بلغ فيه إلى باب الصيام فى أربعة أجزاء، وحاشية تسمى هداية السالك على شرح أقرب المسالك للقطب الدردير وهى جزآن مطبوعة، الجميع فى فقه مالك، وله فتاوى فى التوحيد والفقه فى مجلدين، وحاشية على شرح كبرى السنوسى تسمى القول الوافى السديد فى عقيدة أهل التوحيد فى مجلد ضخم، وشرح على الكبرى أيضا يسمى هداية المريد لعقيدة أهل التوحيد وهو جزء لطيف وله عليه حاشية يرجى تمامها، وشرح على منظومة سيدى أحمد المقرى المسماة بإضاءة الدجنة فى عقائد أهل السنة وهى خمسمائة بيت من بحر الرجز واسمه الفتوحات الوهبية على العقائد المقرية، الجميع فى التوحيد، ورسالة تسمى القول الفاخر فى بعض ما يتعلق بآية ﴿إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ