للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المغاربة كرسيه وكان من جريد. ثم إن الشيخ العدوى تواقع على الأمراء والمشايخ فعقدوا لذلك مجلسا فى القلعة وتعصبوا فيه على شيخ المالكية، وانفض المجلس بالحكم عليه بأن لا يتولى الحكم فى شئ من تعلقات الوظيفة مع بقائها له، ثم أعيد الشيخ العدوى للتدريس بالأزهر وأعيد له الكرسى خشبا، واستمر الأمر على ذلك لا يلى شيخ المالكية شيئا من شؤون الوظيفة، ولم يزل متفرغا للعبادة والتدريس والتأليف لا يهمه أمر، والخشوع غالب عليه بل لا يفارقه، فلا تراه إلا مطرقا رأسه فى سائر أحواله، وإذا التفت التفت جميعا، /وصوته فى الدرس منخفض مع انكباب الناس عليه، فيحضر درسه الحديث بالمسجد الحسينى نحو المائتين، وقد بلغ عمره نحو الثمانين مع القوة والصحة فى جميع حواسه، وهو رحمه الله تعالى كان طويل القامة عربى الوجه متسع الجبهة جميل اللحية له سمت حسن على سمت أصحاب رسول الله ، وكان أوّلا يدرس فى الأزهر مع وظيفة درس فى المسجد الحسينى، فلا نخفاض صوته مع كثرة الازدحام ترك الدرس بالأزهر لعدم الإسماع ولازم المسجد الحسينى.

***