وتسبيل الماء العذب، والصدقة على الفقراء والمساكين وأرباب العاهات وذوى الحاجات من أرباب البيوت وأبناء السبيل، على ما يراه الناظر من صرفه نقدا أو كسوة أو طعاما أو غير ذلك.
وشرط النظر لنفسه مدة حياته، ومن بعده يكون للأرشد فالأرشد من أولاده الذكور دون الإناث، ثم لأولاد أولاده ونسله وعقبه الذكور من أولاد الظهر وأولاد البطن، فإن استووا قدم الأسن، فإن استووا اشتركوا فى النظر، فإن تعذر نظرهم كان النظر للأرشد فالأرشد من عتقاء الواقف الفحول دون الإناث، ولا يستقل الأرشد من العتقاء بالتصرف فى ذلك إلا إذا كانت رتبته فوق رتبة أمير حاجب السلطنة المعظم، فإن كانت رتبته دون ذلك فلا ينظر إلا بمشاركة أمير حاجب، فإن تعذر نظر الأرشد من العتقاء كان النظر لأمير حاجب، فإن تعذر كان النظر لرأس نوبة الأمراء الجمدارية، فإن تعذر كان النظر لسلطان الديار المصرية انتهى.
وذكر الجبرتى فى حوادث سنة مائتين وألف: أن سليم أغا مستحفظان ركب إلى هذا الجامع وأحضر معه فعلة وفتح بابه المسدود-وهو الباب الكبير الكائن بناحية سوق السلاح- وهدم الدكاكين التى حدثت بأسفله والبناء الذى بصدر الباب، وكانت مدة سده إحدى وخمسين سنة وسببها المقتلة التى قتل فيها الأحد عشر أميرا ببيت محمد بيك الدفتردار فى سنة تسع وأربعين، وسبب فتحه أن بعض أهل الخطة تذاكر مع سليم أغا المذكور فى شأن ذلك، وأعلمه بحصول المشقة على المصلين فى الدخول إليه من باب الرميلة، وربما فاتهم حضور الجماعة فى مسافة الذهاب، وأن الأسباب التى سد الباب من أجلها قد زالت ونسيت، فاستأذن سليم أغا إبراهيم بيك ومراد بيك فى فتحه فأذنا له، وصنع له بابا جديدا عظيما وبنى له سلالم ومصاطب، وأحضر نظاره وأمرهم بالصرف عليه، ويأتى هو فى كل يوم يباشر العمل بنفسه، وعمر ماتشعث منه ونظف حيطانه ورخامه فظهر بعد الخفاء، وازدحم الناس للصلاة فيه وأتوا إليه من الأماكن البعيدة انتهى.
وقد ذهبت إيرادات هذا الجامع ومرتباته حتى صار إيراده فى سنة تسعين ومائتين وألف-بعد إحالته على ديوان الأوقاف-يبلغ خمسة عشر ألف قرش ومائة وخمسة وسبعين قرشا، منها بالروزنامجة اثنا عشر ألف قرش وتسعمائة وأربعة وثمانون قرشا، وأجرة عقارات ألفان ومائة وتسعون قرشا يصرف منها فى المرتبات نحو أربعة آلاف قرش وخمسمائة، والباقى للعمارات.