للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المحبين المطبوع فى سنة ألف وثلاثمائة وخمسة قال تقى الدين عبد الرحمن بن عبد المحسن الواسطى المولود سنة أربع وسبعين وستمائة هجرية المتوفى سنة أربع وأربعين وسبعمائة، نقلا عن عز الدين أحمد الفارقى الواسطى، قال: أخبرنى والدى أبو إسحاق إبراهيم الفارقى عن أبيه أبى الفرج عمر الفارقى أنه قال: كنا مع السيد الكبير محيى الدين أحمد بن الرفاعى ذات يوم مع جماعة كثيرة من أهل الله بواسط، فقام وصاح صيحة مدهشة وقال: الله، نوديت من العلا أن يا أحمد قم وزر جدك المصطفى ، فإن هناك أمانة يؤديها إليك. فأنا عازم على الزيارة، ماذا تقولون؟ فقام السيد عبد الرازق الحسينى وأنشد:

مر كل أمر فإنا لا نخالفه … وحدّ حدا فإنا عنده نقف

فقام الجماعة، ورجع إلى أم عبيدة وتجهز للحج، فلما قصد الحجاز غصت الطرقات بالقوافل من كل جهة، فلما وصل مدينة النبى -وذلك عام خمس وخمسين وخمسمائة-ترجل عن مطيته، ودخل بلدة جده ماشيا حافيا، وكانت القافلة إذ ذاك أكثر من تسعين ألفا، فلما دخل الحرم الشريف النبوى وقد امتلأ الحرم العطر من كل جهاته بالزوار، وقف تجاه مقام النبى والوقت بعيد العصر فقال: السلام عليك يا جدى. فقال له رسول الله : وعليك السلام يا ولدى.

سمعها كل من حضر. فلما منّ عليه جده بهذه المنة العظيمة تواجد وأرعد وبكى وجثا على ركبتيه، ثم قام مدهوشا متضائلا وأنشد تجاه القبر الكريم البيتين المتقدم ذكرهما، فانشق تابوت الرسالة، ومد له رسول الله يده الشريفة فقبلها والناس ينظرون، وكان فيمن حضر: الشيخ عقيل البنجى، والشيخ حياة بن قيس الحرانى، والشيخ عدى بن مسافر، والشيخ عبد القادر الجيلانى، والشيخ أحمد الزعفرانى، والشيخ عبد الرازق الحسينى، وجماعة من أولياء العصر اه.

أقول: ويظهر من عبارة ترياق المحبين المذكورة عدم صحة نسبة البيتين المذكورين إلى الشيخ على أبى شباك، وأنه ليس بابن القطب الكبير ولا بابن أخته كما تزعمه العامة، ولعله من خلفاء الرفاعية المتأخرين أصحاب الشهرة والاعتقاد.

وأما المقريزى فإنه لم يترجم هذا الجامع فى خططه وإنما ذكر فيها فى المساجد مسجد الذخيرة فقال: أنشأه ذخيرة الملك فى سنة ست عشرة وخمسمائة، وعلى حسب تحديده ووصفه فجامع الرفاعى الآن بعضه مسجد الذخيرة المذكور، ومع ذلك فالناس على اختلاف طبقاتهم لهم فى ذلك الشيخ اعتقاد كبير، ويتبركون به ويأتون لزيارته بالنذور من البلاد البعيدة والقريبة