للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سيدى على أبى شباك من مأكل ومشرب وغير ذلك ألفان وخمسمائة قرش، ويفرق فى كل سنة فى أيام المواسم والأعياد ثلاثة آلاف رغيف من الخبز على الفقراء، ويشترى من ريع الوقف كبايات بلور وزيت طيب لإسراج المسجد وحصر وأبسطة لفرشه وفرش ملحقاته، وكراسى ودكك خشب للمكتب، ومهفات ريش نعام ومقشات أرز لتنظيف الفرش. ويصرف من ريعه أيضا لإدارة الساقية ما يلزم من مهمات ومؤنة بهائم، وكذا ما يلزم لكسح المراحيض، وما فضل بعد ذلك من الريع يحفظ تحت يد المتولى على هذا الوقف ليعمر منه ما يحتاج للعمارة والمرمة فى المسجد وملحقاته وفى عقارات الوقف، وما يلزم مشتراه من نجف وشمعدانات وقناديل للمدافن. وعلى المتولى على هذا الوقف تكملة ما يزيد فى ماهيات المستخدمين وأرباب الوظائف والخيرات، وما فضل بعد ذلك يشترى به عقارا ويلحقه بهذا الوقف ويكون حكمه كحكمه وشرطه كشرطه على الدوام. وشرط للمتولى فى الوقفية عدة شروط منها أنه يبدأ من ريع الوقف بعمارة ومرمة ما يحتاج إليه المسجد وملحقاته-ولو صرف فيه جميع الريع-ومنها تعيين الخدمة وأرباب الوظائف، وعزل من يرى عزله منهم بحسب المصلحة ومنها تقليل الخدمة وتكثيرهم وكذا أرباب الوظائف والخبرات والمشتروات والمرتبات والماهيات بحسب ما يراه ويؤدى إليه اجتهاده. والنظر على ذلك من تاريخه لنفس الواقفة ثم من بعدها لمن يكون واليا بالديار المصرية من ذريتها ثم لمن يلى وظيفته منهم وهلم جرا.

وإذا لم يوجد وال بالديار المصرية من ذريتها يكون النظر للأرشد فالأرشد ممن يوجد من ذريتها ونسلها وعقبها طبقة بعد طبقة ونسلا بعد نسل الى حين انقراضهم أجمعين فيكون النظر لرجل من أهل الخير والصلاح والعفة والنجاح، يقرره فى ذلك حاكم المسلمين الشرعى فى مصر حين ذاك. وجعلت لنفسها الشروط العشرة فى هذا الوقف، وليس لأحد من بعدها فعل شئ منها. وإيراد ما يستغل الآن من هذا الوقف فى كل سنة يقرب من مائة جنيه مصرية.

وأما سيدى على أبو شباك المدفون بهذا الجامع، فقد بحثت كل البحث على ترجمته فى عدة كتب مثل طبقات الشعرانى والذيل وابن خلكان وغيره فلم أجد له ترجمة.

وبعض الناس يزعم أنه ابن أخت سيدى أحمد الرفاعى القطب الكبير المتوفى سنة سبعين وخمسمائة-أعنى قبل/سيدى أحمد البدوى بمائة سنة-وينسب له البيتان المشهوران، وهما:

فى حالة البعد روحى كنت أرسلها … تقبل الأرض عنى فهى نائبتى

وهذه دولة الأشباح قد حضرت … فامدد يمينك كى تحظى بها شفتى

قالهما حين ما حج وزار قبر النبى ، والصحيح غير ذلك، ففى كتاب ترياق