للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الجهة البحرية وكانت مفروشة بالرخام ومحوطة بالدرابزين الحديد، وعليها قباب الخشب فى السقف الموضوع على البوائك وأعمدة الخشب التى على حد الرحبة مسمرا بها الدرابزين، وقد كانت هذه الرحبة فى الخطة القديمة طريقا مسلوكا بين المسجد القديم وأماكن كانت على القنطرة متصلة بزاوية الشيخ العتريس، فجعلت هذه الطريق رحبة تابعة للمسجد لمّا هدمت هذه الأماكن التى على القنطرة وجعلت ميدانا واسعا قدام المسجد الشريف. وهذه الرحبة هى التى بين الحائط الذى فيه الأبواب الثلاثة من الجهة البحرية وبين الأعمدة العظيمة جدا المبنية من الحجر النحيت وبينها البوائك وبها الخزائن الشبيهة بالخلاوى الصغيرة.

وقد فرغ من بناء هذا المسجد الجليل وتشييده وزخرفته مع منارته الجميلة الشكل والقبة الشريفة وتشييدها وزخرفتها، ووضع المقصورة التى من النحاس الأصفر المسقفة بالخشب النقى المزركش بالليقة الذهبية وغيرها من الألوان الجميلة على القبر الشريف عام أربع وثلثمائة وألف فجاء مسجدا جميل الشكل بديع الحسن، وكان ذلك كله برعاية ونظر الأمير الكبير محمد زاكى باشا حين كان ناظر ديوان الأوقاف.

وأما الساحة التى بها الحنفية والإيوانان كما تقدم وهى المتصلة بالمطهرة فلم تتغير لا هى ولا المطهرة عن حالهما الأول إلى الآن أعنى سنة ١٣٠٥، غير أن فسقية المطهرة هدمت وجعل بدلها فى موضعها حنفية وهى حوض عال كبير بقدر الفسقية، وجعل فيه من جهاته الأربع بزابيز نحاس يتوضأ منها وذلك فى سنة ألف وثلثمائة وواحد.

وقد قيل: أنه مزمع على تغيير هذه الساحة بما فيها من الحنفيات مع المطهرة إلى وضع آخر، والله أعلم بما سيكون.

وفى دائر الجامع حوانيت كثيرة من وقفه ويعمل به للسيدة حضرتان فى الأسبوع ليلة الأحد وليلة الأربعاء، ومولد كل سنة نحو عشرين يوما، ثم إنى لم أر فى كتب التواريخ: أن السيدة زينب بنت على جاءت إلى مصر فى الحياة أو بعد الممات.

وقد ذكر الثقة القدوة أبو الحسين محمد بن جبير الأندلسى الغرناطى فى رحلته التى عملها فى أواخر القرن السادس من الهجرة النبوية: أن ما حصّله العيان بمصر المحروسة من مشاهد الشريفات العلويات ، وتلقيناه من التواريخ الثابتة عليها مع تواتر الأخبار بصحة ذلك هو: مشهد السيدة أم كلثوم/بنت القاسم بن محمد بن جعفر ومشهد