للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد بن شيخ العيدروس ليلة نصف شعبان سنة إحدى وستين (١)، ثم رجعا إلى سورت وتوجه والده إلى تريم وتركه عند أخيه وخاله زين العابدين العيدروس، وفى أثناء ذلك ركب إلى بلاده وظهرت له فى هذه السفرة كرامات، ثم رجع إلى سورت وأخذ من السيد مصطفى بن عمر العيدروس، والحسين بن عبد الرحمن العيدروس، والسيد محمد فضل الله العيدروس - أجازه بالسلاسل والطرق وألبسه الخرقة - ومحمد فاخر العباس، والسيد غلام على الحسينى، والسيد غلام صدر الحسينى، والمحدث حافظ يوسف السورتى، والغلام عزيز الله الهندى وغيرهم.

وركب من سورت إلى اليمن فدخل إلى تريم وجدد العهد بذوى رحمه وتوجه منها إلى مكة المشرفة للحج وكانت الوقفة نهار الجمعة، ثم زار جدّه ، وأخذ هناك عن الشيخ محمد حياه السندى وأبى الحسن السندى وإبراهيم بن فيض الله السندى وجعفر بن محمد البيتى ومحمد الداغستانى، ورجع إلى مكة فأخذ عن الشيخ السند السيد عمر بن أحمد وأبى الطيب وابن سهل وعبد الله بن سليمان باجرمى وغيرهم، ثم ذهب إلى الطائف وزار الحبر ابن عباس ومدحه بقصائد، واجتمع بالسيد عبد الله ميرغنى وصار بينهما الود الذى لا يوصف.

وفى سنة ثمان وخمسين أذن له بالتوجه إلى مصر؛ فنزل إلى جدة وركب منها إلى السويس وزار سيدى عبد الله الغريب ومدحه بقصيدة، وركب إلى مصر وزار الإمام الشافعى وغيره ومدح كلا بقصائد موجودة فى ديوانه وفى رحلته، وهرعت إليه أكابر مصر من العلماء والصلحاء وأرباب السجاجيد والأمراء وصارت له معهم المطارحات المذكورة فى رحلته.

وممن زاره الشيخ عبد الخالق الوفائى فمال إليه لتوافق المشربين، وألبسه الخرقة الوفائية وكنّاه أبا المراحم بعد تمنع كثير وأجازه أن يكنى من شاء.

وفى سنة تسع وخمسين سافر إلى مكة صحبة الحج وتزوّج ابنة عمه وسكن الطائف وابتنى دارا نفيسة، ثم عاد إلى مصر سنة اثنتين وستين مع الحج فمكث بها عاما وعاد إلى الطائف.

وفى سنة أربع وستين أتاه خبر وفاة والده، ثم ورد إلى مصر فى سنة ثمان وستين ومكث عاما ثم عاد إلى مكة مع الحج.


(١) قوله: سنة إحدى وستين هكذا فى هامش الأصل اهـ وانظره فى ص ١١ من الطبعة الأولى.