قال الشعرانى: لما دخلت السيدة نفيسة مصر كانت عمتها السيدة سكينة المدفونة قريبا من دار الخلافة مقيمة بمصر قبلها ولها الشهرة العظيمة فخلعت الشهرة والنذور عليها واختفت.
وفى الفصول المهمة فى فضائل الأئمة لابن الصباغ: أن الحسن بن الحسن بن على ﵃ خطب من عمه الحسين إحدى ابنتيه فاطمة أو سكينة، وقال: اختر لى إحداهما. فقال: اخترت لك ابنتى فاطمة فهى أكثرهما شبها بأمى فاطمة ﵂ بنت رسول الله ﷺ. أما فى الدّين فتقوم الليل كله وتصوم النهار.
وأما فى الجمال فتشبه الحور العين.
وأما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله تعالى فلا تصلح لرجل.
وفى كلام غير واحد: أن سكينة ﵂ تزوجت بابن عمها عبد الله بن الحسن فقتل عنها بالطّف ثم تزوجت بعده بأزواج.
واعلم أن ما فى منن الشعرانى الكبرى مخالف لما مرّ فإن فيها: أن سكينة المدفونة بالمحل المتقدم أخت الحسين وتعقب بأن المعروف أن سكينة بنته لا أخته.
وقد عدّ ابن الصباغ فى الفصول المهمة أولاد علىّ الذكور والإناث سبعة/وعشرين ولم يذكر فيهم سكينة.
وعوّل بعض مشايخنا على ما فى المنن وأيده بتصريح النّووى فى تهذيب الأسماء واللغات بأن الصحيح وقول الأكثرين: أن سكينة بنت الحسين توفيت بالمدينة، وعبارة النووى: سكينة بنت الحسين اسمها أميمة. وقيل: أمينة. وقيل: آمنة. قدمت دمشق مع أهلها ثم خرجت إلى المدينة، ويقال: عادت إلى دمشق وقبرها بها. والصحيح وقول الأكثرين: أنها توفيت بالمدينة اه.
ودفع التعقب المتقدم بما ذكره السيوطى فى رسالته الزينبية: أن أولاد علىّ تسعة وثلاثون الذكور أحد وعشرون والإناث ثمانية عشرة، وهذا يقدح فى حصر صاحب الفصول المهمة لهم فى سبعة وعشرين؛ فتكون سكينة ممن أهمله ومن حفظ حجة على من لم يحفظ.
ويمكن الجمع بين ما مر وما فى المنن بدفن كلتيهما فى ذلك المحل لكن يزيف هذا الجمع قول النووى الصحيح وقول الأكثرين: أن سكينة بنت الحسين ﵄ توفيت بالمدينة واحتمال نقلها بعيد والله أعلم، انتهت عبارة الإسعاف.