والباب المذكور مبنى من الرخام وبابه الخشب مصفح بالنحاس، ومن داخله رحبة من الرخام الترابيع بها بابان: باب للمسجد وباب للمشهد، وعن شمال الداخل سبيل من الرخام عليه شباك من النحاس، وله كيزان من نحاس أصفر مربوطة بالسلاسل مكتوب عليه: أنشأ شباك هذا السبيل المبارك - من فضل الله تعالى - أمير اللواء على بيك دفتردار مصر حالا فى شهر الحجة سنة إحدى ومائتين وألف، وهناك فى الحائط حجر مدوّر أسود.
وفى الجامع ستة عشر عمودا من رخام عليه قناطر من حجر، وقبلته فى إحدى زواياه وهى من الرخام جددها محمد أغا سرور وكيل أغاة دار السعادة، وبحائطها قطعة رخام مكتوب فيها: جدد عمارة المدرسة الشريفة وتبيضها وتبليطها وعمارة الميضأة المباركة أمير اللواء الشريف السلطانى على بيك دفتردار مصر حالا تحريرا فى ذى القعدة سنة أربع ومائتين وألف، ومنبره من الخشب بالشغل القديم وبجوار المنبر شباك يجلس فيه الخطيب قبل خطبة الجمعة، وفيه دكة للمبلغين وسقفه من الشغل البلدى القديم المنقوش ..
وفى الجامع عن شمال الخارج من القبة مقصورة من الخشب فيها أضرحة لبعض فضلاء الشافعية منهم: شيخ الإسلام زكريا الأنصارى، والشيخ أبو الحسن المفسر، والشيخ شيبان الراعى.
وفى حائطه الغربية باب يوصل إلى زاوية السادة البكرية فى طرقة مفروشة بالحجر النحت عليه رخامة مكتوب فيها:
أكرم به من مسجد مصباحه … كنز الهدى المولى الإمام الشافعى
وله منارة واحدة لقلة السكان فى تلك الجهة، وشعائره مقامة إلى الغاية، ويقرأ فيه درس مرتب بعد صلاة الجمعة، وكانت ميضأة هذا الجامع صغيرة مثمنة الأركان، وهى من إنشاء الأمير عبد الرحمن كتخدا فهدمها الأمير على بيك الكبير ووسعها وعملها مربعة مستطيلة متسعة وبجانبها حنفية ببزابيز وحولها كراسى راحة بحيضان متسعة تجرى مياهها من بعض إلى بعض وماؤها شديد الملوحة. انتهى جبرتى من حوادث سنة سبع وثمانين ومائة وألف.
وفى سنة ثلاثين ومائتين وألف تقريبا عمل المرحوم محمد على باشا مجرى ابتداؤها من مجرى عيون القلعة إلى الإمام الشافعى، وأجرى فيها ماء النيل إلى الميضأة والأخلية وأبطل منها استعمال الماء المالح.