للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان ابتداء الشروع فيه فى شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين وسبعمائة، والفراغ منه ومما حواه فى شهر شوال من السنة المذكورة. فتكون العمارة بأجمعها قد تمت فى ظرف سبعة أشهر ولا يبعد ذلك على أمير كان بيده جميع أمور الديار المصرية، ومن داخل هذا الباب باب آخر به لوح من خشب منقوش فيه: بسم الله الرحمن الرحيم:

﴿(إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ)﴾ إلى آخر الآيات (١).

وبالجامع منبر خشب جليل ومحراب جميل وأعمدة من الرخام وصحنه مفروش كله بالرخام الملون، وبوسطه ميضأة عليها قبة قائمة على ثمانية أعمدة من الرخام وبه حنفية بناؤها بالآجر والمونة، ودكة التبليغ محمولة على أربعة أعمدة من الرخام وسقفه من خشب نقى بالصنعة البلدية القديمة، ومكتوب بدائره آيات قرآنية وبزاويته الشرقية البحرية قبة من الخشب بها قبران مكتوب على شاهد أحدهما: بسم الله الرحمن الرحيم هذا قبر سيدنا ومولانا الشيخ أكمل الدين محمد بن محمود بن أحمد شيخ الحديث وشارح الهداية، تغمده الله بالرحمة والرضوان فى شهر صفر سنة ثمانين وسبعمائة من الهجرة النبوية جدده الفقير بلال أغا دار السعادة الناظر سنة خمس وتسعين وألف.

وبالقبة المذكورة كتابة فيها اسم شيخو السيفى.

ويتبع هذا الجامع: سبيل ومكتب لتعليم أولاد المسلمين، ويتبعه أيضا بجواره مساكن أرضية فوقها مساكن يسكن بالجميع جماعة من صوفية الأتراك، ولهم مرتب كاف.

وبالجامع البحرى منبر من الرخام ودكة من الحجر محمولة على أعمدة من الرخام ومنقوش بأعلاها سورة، وبه ألونة مفروشة بالحجر وسقفها بالخشب النقى محمول على أعمدة من الرخام وصحنه مفروش بالرخام وبوسطه حنفية عليها قبة قائمة على أعمدة من الرخام وله مطهرة وأخلية، وبه فى كثير من الأوقات درس بالتركى يحضره جماعة الصوفية، وبه حوض من الرخام لتسبيل الماء الحلو عليه تاريخ سنة خمسين ومائة وألف فهو مستجد وليس عليه اسم بانية، وإيرادها فى السنة عشرة آلاف قرش وتسعمائة واثنان وثمانون قرشا منها أجرة أماكن سبعة آلاف قرش وخمسة وثلاثون قرشا ديوانيه ومرتب بالروزنامجة ثلاثة آلاف قرش ومائتا قرش واثنان والباقى أحكار، يصرف


(١) سورة الإنسان الآيات: ٥ و ٦ و ٧ الخ.