للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من ذلك فى المرتبات وإقامة الشعائر كل سنة سبعة آلاف قرش وثمانمائة وأحد عشر قرشا ديوانيا والباقى يحفظ تحت بد الناظر.

وفى كتاب تحفة الأحباب للسخاوى: أن فى المدرسة الشيخونية التى تجاه الجامع مقبرة بها جماعة من الأولياء والعلماء والفقهاء منهم: الشيخ الصالح شهاب الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد اليمنى المعروف بابن عرب. توفى سنة ثلاثين وثمانمائة وحمل من الخانقاه إلى مصلى الموتى تحت القلعة ونزل الأشرف برسباى وصلى عليه، وكان الإمام فى الصلاة قاضى القضاة محمود العينى الحنفى، ثم أعيد إلى الخانقاه ودفن بها ووجد له مبلغ ألفين وسبعمائة درهم فلوس.

وكان أبوه من أهل اليمن فتوجه إلى بلاد الروم ونزل بمدينة برصا وتزوج بأمه فولدت له أحمد هذا وغيره، ونشأ أحمد فى بلاد الروم وقدم إلى القاهرة شابا فنزل بهذه الخانقاه وقرأ على خير الدين خليل بن سليمان بن عبد الله، وكان فقيرا ينسخ بالأجرة ثم بعد مدة نزل من جملة صوفيتها وانقطع فى بيت بها وترك الاجتماع بالناس وأعرض عن محادثة كل أحد واقتصر على ملبس خشن حقير إلى الغاية ويقنع بيسير من القوت، وصار لا ينزل من بيته إلا ليلا لشراء قوته فإذا حاباه أحد من الباعة فيما يريده من القوت تركه وما حاباه به فترك الباعة محاباته، ثم صار لا ينزل إلا كل ثلاث ليال مرة يشترى قوته ولا يقبل من أحد شيئا. وكان يغتسل للجمعة دائما بالخانقاه ويتوجه إلى الجمعة بكرة النهار ومع محبة الناس له صانه الله منهم. فكان إذا مر إلى الجمعة أو لشراء حاجته فلا يجسر أحد على الدنو منه أقام على ذلك نحو ثلاثين سنة، وفى أثناء ذلك ترك النسخ واقتصر على الثلاثين درهما كل شهر، وكانت تمر عليه الأعوام لا يتلفظ بكلمة سوى القراءة والذكر، وفى كل شهر يحمل إليه خادم الخانقاه الثلاثين درهما فلا يأخذها إلا بالعدد عن كل درهم أربعة وعشرون فلسا كما كان الأمر قبل الحوادث، انتهى.