للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشرط الواقف النظر لمن يكون أغاة طائفة المحافظين وشرط: أن يتوجه الناظر فى الشهر مرة للنظر فى مصالح الوقف وعزل من قصر فى خدمته وترتيب بدله وكذا إذا غاب واحد منهم لغير الحج الشريف. وأن يصرف فى كل سنة لمحاسب الوقف ثلثمائة نصف فضة، وأن لاّ يبدل شيئا من شروط الوقف وإذا بدل يكون معزولا قبل التبديل بخمسة عشر يوما. وشرط وظيفة الشادية لكتخدا طائفة المحافظين والجباية لمن يكون جاويشا صغيرا لطائفة المحافظين.

وقد تم ذلك فى شهر ربيع الثانى سنة ست وستين وألف من الهجرة النبوية. انتهى باختصار من كتاب وقفية هذا الواقف عليه سحائب الرحمة والرضوان.

وفى نزهة الناظرين: أن الوزير محمدا باشا أبا النور السلحدار قد عمّر فى ولايته على مصر مقام سيدى عقبة وجدده ورتب له الخيرات الجارية إلى يومنا هذا، وأمر بترميم الجوامع وتبييضها فلقبه السادة الوفائية بأبى النور. وكانت توليته على مصر فى خامس شعبان سنة اثنتين وستين وألف فأقام وزيرا ثلاث سنين وتسعة أشهر وأربعة أيام، ثم قام عليه جماعة الفقارية وأنزلوه من القلعة قهرا عليه وأسكنوه فى خان حسن أفندى بسوق السلاح انتهى، ولم يذكر تاريخ وفاته.

والمشاهد فى هذا المسجد الآن أنه باق على هذه العمارة وعلى إزاره فى البائكة القبلية قصيدة البردة، وفى الحائط بجوار القبلة من الجهة الشرقية حجر منقوش فيه: ﴿(إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)﴾ الآية (١) هذا قبر عقبة بن عامر الجهنى حامل راية رسول الله ، وبدائر القبة منطقة خشب منقوش فيها آية الكرسى، وتجاه اللوح الرخام المنقوش قطعة حجر من الحجر الأسود اللماع.

وهناك قبور جماعة من الأفاضل فعن يمين الداخل قبر الشيخ إبراهيم خادم سيدى عقبة عليه كتابة فيها تاريخ سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف وتجاهه قبر الشيخ خليل العقبى. وفى الضوء اللامع للسخاوى: أن قاسم بن قطلوبغا وربما لقب الشرف أبا العدل السودونى نسبة لمعتق أبيه سودون الشيخونى نائب السلطنة الجمال الحنفى ويعرف بقاسم الحنفى، ولد فيما قاله فى المحرم سنة اثنتين وثمانمائة بالقاهرة وتعلل مدة طويلة بمرض حاد وتنقل لعدة أماكن إلى أن تحول قبيل موته بيسير بقاعة بحارة الديلم فلم يلبث أن مات فيها فى ليلة الخميس رابع ربيع الآخر سنة تسع وسبعين، وصلى عليه من الغد تجاه


(١) سورة التوبة: ١٨.