وجعل هاتين الوقفيتين على قريبه السيفى تمر بن قرقماس والنظر له فى حياته ومن بعده لأولاده وأولادهم، ويصرف من إيرادهما على مصالح السبيل والمكتب والساقية والحوض التى مر بيانها مع ترتيب بواب للوكالة، انتهى من كتاب وقفيته المؤرخة بتواريخ آخرها تسعمائة رحمه الله تعالى.
وفى الضوء اللامع للسخاوى: أن قايتباى هذا هو قايتباى الجركسى المحمودى الأشرفى ثم الظاهرى أحد ملوك الديار المصرية والحادى والأربعون من ملوك الترك البهية ويلقب بدون حصر بالأشرف أبى النصر، خاتمة العظام ونابغة النظام.
ولد تقريبا سنة بضع وعشرين وثمانمائة وقدم مع تاجره محمود بن رستم فى سنة تسع وثلاثين فاشتراه الأشرف برسباى ودام بطبقة الطازية إلى أن ملكه الظاهر جقمق وأعتقه وصيره خاصيا ثم دوادارا ثالثا بعد مامية المظفرى صهر الشهابى بن العينى، ثم امتحن فى أول الدولة الأشرفية أينال ثم تراجع واستمر على دواداريته ثم ارتقى لامرة عشرة، ثم أول سلطنة الظاهر خشقدم لطبلخاناه مع شد الشربخاناه عوضا عن جانبك المشد، ثم للتقدمة ثم صار فى أيام الظاهر بلباى رأس/نوبة النوب عوضا عن خشداشة أزبك من ططخ المتوجه لنيابة الشأم، ثم لم يلبث أن استقر الظاهر تمربغا فى الملك فعمله أتابكا عوضه ثم لم يلبث أن خلع به مع تعزز وتمنع وصار الملك، وذلك قبل ظهر يوم الاثنين ثالث شهر رجب سنة اثنتين وسبعين فدام الدهر الطويل محفوفا بالفضل الجزيل، وظهر بذلك تحقيق ما سلف تصريح المحب الطوخى أحد السادات به مما أضيف لما له من الكرامات حين كون سلطاننا مع كتابيه الطباق لما تزاحم جماعة على الحمل معه لما تحصل به له الارتفاق: قم أنت أيها الملك الأشرف قايتباى؛ فكان ذلك من أفصح المخاطبات ونحوه مشافهته من محمد العراقى خادم المجد شيخ خانقاه سرياقوس كان بقوله: استفق فإنك الملك وكن من الله على حذر وإيقان. وكذا قال له حسن الطنبدى العريان فى سنة إحدى وسبعين: أنت الملك تلو هذا الآن. وهذا يعنى يشبك هو الدوادار المختار بل أرسل له فى أثناء إمرته الظاهر خشقدم مع بعض خاصيته بالبشارة بذلك إما بالفراسة أو بغيرها من المسالك فأعرض عن ذلك وتخيل وخشى من عاقبته معه لما تأمل، ثم أكد تحقيق هذه المكرمة بإرسال ذلك القاصد بعينه لما ولى التقدمة مقترنا بالسؤال