فى أن يكون نظره على أوقافه وبنيه وأخلافه جازما بذلك عازما على عدم الكتم لما هنالك.
إن الهلال إذا رأيت سموه … أيقنت أن سيصير بدرا كاملا
بل حكى له العلاء الحنفى نقيب الأشرف بدمشق كان أن الأمير قجماس أخبره أنه رأى فى بعض ليالى بعض الطاعون كأن أناسا توجهوا لطعن جماعة بحراب معهم، وكان هو وصاحب الترجمة قبل ترقيهما ممن راموا قصدهما بالطعن فكفهم عنهما شخص قيل أنه أنس بن مالك خادم النبى ﷺ، وأخبر بارتقائهما لأمر عظيم وبزيادة هذا عليه فى الارتقاء أو كما قال وان الرائى قصها على السلطان حينئذ فأمره بكتمها عقلا ودربة، وكذا بلغنى عن بعض نواب المالكية ممن كان فى خدمته: أنه رأى كأن شجرة رمان ليس بها سوى حبة واحدة وأن صاحب الترجمة بادر وقطعها؛ فتأوله الرائى بأخذه للملك وأعلمه بذلك واستخبره عماذا يفعل به إذا صار الأمر إليه؛ فأمره بالسكوت عن هذا المنام والاستحياء من ذكر هذا الكلام لأنه ليس فى هذا المقام. وعندى فى تأويله أيضا أنه خاتمة العنقود إذ من عداه لا يفى بالمقصود لما اجتمع فيه من الخصال التى لا توجد مفرقة فى سائر الأقران والأمثال، وأيضا ففى خصوصية الرمان مكثه طويل الزمان ولما استقر فى المملكة أخذ فى الإبقاء والعزل والأخذ والبذل والتحرى لما يراه العدل والتقريب والترحيب والتهديد والتمهيد إلى غير ذلك، والتفت للمشى فى الجوامك والرواتب ونحوها بل نقل بعض المضافات للذخيرة من الأشرف وغيره فى القلعة وغيرها إلى أوقافهم معللا بكون ثوابها يتمحض لهم لأنه فى الحذق المتوصل به لمقاصده غاية، وفى الصدق بالعزم والتجلد والثبات منتصب الراية سيما وله تهجد وتعبد وأوراد وأذكار وتلحينات وتعفف وميل لذوى الهيآت الحسنة والصفات المثنى عنها بالألسنة حتى أنه يتشوق برؤيته لابن حجر وابن الديرى فى صغره ويتلذذ بذكره لهما فى كبره، بل كثيرا ما ينشد ما تمثل به أولهما حين استقرار القاياتى فى القضاء بعد صرفه وقوله: استرحنا.
وقول الآخر: أكرهونا. مشيرا لكونه على رغم أنفه.
عندى حديث ظريف … بمثله يتغنى
من قاضيين يعزى … هذا وهذا يهنا
فذا يقول: أكرهونا … وذا يقول: استرحنا
ويكذبان جميعا … ومن يصدق منا
ويقول: مما يروم به تعظيم أولهما وتشريفه موته يعدل موت الإمام أبى حنيفة وتلاوة ومطالعة فى كتب العلم والرقائق وسير الخلفاء والملوك بحيث يسأل القضاة وغيرهم