الأسئلة الجيدة، كل هذا مع حسن المشاكلة والطول والبهاء الذى شرحه يطول.
وكان يكرر توجهه إلى الأماكن كبيت المقدس والخليل وثغور دمياط واسكندرية ورشيد وإدكو لبلوغ التأمل، وأزال كثيرا من الظلامات الحادثات، وزار من هناك من السادات وعيد بجهات من الديار المصرية بل حج فى طائفة قليلة سنة أربع وثمانين تأسيا بمن قبله من الملوك كالظاهر بيبرس والناصر محمد بن قلاوون، ووهب وتصدق وأظهر من تواضعه وخشوعه فى طوافه وعبادته ما عدّ فى حسناته سيما عند سقوط تاجه عن رأسه بباب السلام، بل بلغنى عن بعض الصالحين: أنه أخبر برؤية النبى ﷺ فى المنام تلك الأيام، وأخبر بأنه من الفرقة الناجية مع أنه حج قبل ترقيه سنة أربع وأربعين، واجتهد فى بناء المشاعر العظام، وأسعد بما لم يتفق لغيره فيه الانتظام كعمارة مسجد الخيف بمنى وعملت فيه قبتان بديعتان إحداهما: على المحراب النبوى الذى بوسطه.
والثانية: على المحراب/المنفرد فى نمطه مع المنارة الفائقة والبوائك الأربعة والبوابة المرتفعة سوى بابين للمسجد شرقى ويمنى إلى غيرها من سبيل له ملاصق يعلو الصهريج الكبير.
وارتقى لمسجد نمرة من عرفة المعروف بالخليل إبراهيم فعمره، واشتمل على بائكتين لجهة القبلة لإظلال الحجاج وقبة على المحراب، وحفر بوسطه صهريجا عشرين ذراعا مع بناء المسطبة التى فى وسطه، ففاقت بهجة واتساعا ورممت قبة عرفة وبيضت مع العلمين التى تميزت بهما، وكذا درج مشعر المزدلفة بعد إصلاحه وتجديده، وعمر بركة خليص المعول عليها وأجرى العين الطيبة الصافية إليها، بل أصلح المسجد الذى هناك بحيث عم الانتفاع بكله سنة أربع وسبعين ثم عمر عين عرفة بعد انقطاعها أزيد من قرن، وأجرى إليها المياه وأصلح تلك الفساقى وعمر سقاية سيدنا العباس وأصلح بئر زمزم والمقام بل وعلو مصلى الحنفى الإمام.
وفى سنة تسع وسبعين جهز للمسجد منبرا عظيما مرتفعا مستقيما، ونصب فى ذى القعدة منها إلى غيرها من الكسوة فى كل سنة، بل أنشأ بجانب المسجد الحرام عند باب السلام مدرسة جليلة بها صوفية وفقراء وتدريس وخزانة للربعات وكتب العلم، وبجانبها رباط للفقراء والطلبة مع تفرقة خبز ودشيشة كل يوم وسبيل هائل.
وكذا أنشأ بالمدينة النبوية مدرسة بديعة بل بنى المسجد الشريف بعد الحريق، وجدد المنبر والحجرة المأنوسة وما جاورها من الجهات المحروسة والمصلى النبوى إلى غيرها من المحراب العثمانى والمنارة الرئيسية، بل رتب لأهل السنة من أهلها والواردين عليها من: