بأربعة وعشرين فنارا، ثم أمر باستحضار تركيبة وستر من الإستانة فأحضرا ووضعا فى الجهة السالفة الذكر على التربة المذكورة، والتركيبة من الرخام الأبيض مكتوب عليها آيات قرآنية محلاة بماء الذهب، وهى ثلاثة أدوار وارتفاعها بالشواهد نحو خمسة أمتار وعرضها متران وطولها ثلاثة أمتار ونصف، والستر المذكور من القطيفة الخضراء مخيش بالقصب والتلى مكتوب على دوائره الأربع سورة ﴿(هَلْ أَتى)﴾ بالقصب، ثم أمر بإعمال مقصورة من النحاس الأصفر فعملت وكتب عليها: والى ملك مصر عباس باشا. ووضع بداخل المقصورة المذكورة سبعة شمعدانات من الفضة ارتفاع كل واحد متران، ووضع بها أيضا شمعدانان صغيران ارتفاع كل واحد متر ووضع بها عدة مصاحف محلاة بالذهب ودلائل خيرات، وعلق أمام بابها نجفة من البلور النفيس بها أربعة وعشرون فنارا، ورتب لهذا المسجد عدة وظائف ومرتبات ومصالح لإقامة الشعائر.
وعمل لذلك وقفية بين فيها جميع ما يصرف من الاستحقاقات لأربابها بحسب ما هو مشروط فى الوقفية وهذه صورتها:
وقفية من قبل المرحوم الحاج عباس باشا والى مصر كان مؤرخه فى ٩ رجب سنة ١٢٦٩. نمرة ٧٦ أرصد ووقف وسبل وأبد وأكد وخلد وتصدق لله ﷾ بجميع المبلغ المرتب بديوان الروز نامجه العامرة تابع الدعا كوى الذى قدره كل سنة مائة وخمسون ألف قرش بحساب كل قرش منها أربعون نصفا فضة الجارى فى تصرف حضرة مولانا الوزير المعظم يشهد له بذلك التذكرتان الديوانيتان المكملتان بالختم والعلامة على العادة فى ذلك المؤرخة إحداهما فى ٦ ذى الحجة سنة ١٢٦٧. والأخرى فى ٢٥ شعبان سنة ١٢٦٨، يصرف المبلغ المذكور المرصد فى مصالح المسجد وإقامة شعائره الإسلامية المعمور بذكر الله تعالى الكائن بقلعة مصر المحروسة الذى فيه مدفن المرحوم الحاج محمد على باشا المعروف بإنشاء وتجديد جده المشار إليه وعلى مصالح مدفن جده المشار إليه بالمسجد المذكور مبلغا وقدره مائة وخمسون ألف قرش على ما بين فيه.
فما يصرف فى مصالح ومهمات المسجد المذكور تسعة وثمانون ألفا وثمانمائة وتسعة وثلاثون ترشا مصرية وستة وثلاثون نصفا فضة.
وما يصرف من ذلك لرجل من أهل الدين والصلاح والعفة والنجاح يكون فقيها عالما حنفى المذهب يجعل إماما راتبا بالمسجد المذكور ليصلى بالناس الصلوات الخمس فى أوقاتها وصلاة القيام فى شهر رمضان ثلاثة آلاف قرش.