للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويجمل فى الحالين لينا وقسوة … فذاك لتلطيف وذا لتشدد

فعرج على تلك المآثر وابتهج … بآثار هذاك الخديو الممجد

وسل سامع الداعى دوام حياته … وطول المدى وابسط أكفك وامدد

وزر حرما مهما تشاهد جماله … نظرت بديع الصنع فى كل مشهد

وعاين سنا حسن القبول منزها … لطرفك فى روض البهاء المخلد

وهاك عقودا من معان أجادها … بيان بنا هذا البديع المجدد

مبان إذا أمعنت فيها مؤرخا … تريك على قدر العزيز محمد

سنة ١٢٦١

ثم ان العزيز محمد على باشا كان قد مرض فقام بأمور الحكومة المصرية أكبر أنجاله المرحوم إبراهيم باشا، وذلك فى سنة/ ٦٤ فلم يلبث إلا قليلا وانتقل إلى رحمة الله تعالى فى أواخر السنة المذكورة.

ثم تولى بعده المرحوم الحاج عباس باشا فى سنة ٦٥، فأمر بإتمام هذا المسجد الشريف فأحضرت أرباب الصنائع ونقشوا الأكتاف بعد بياضها ودهنها بالبوية الملونة بلون الرخام وبلطوا المسجد ودهنوا أقبابه بالبوية المحلاة بماء الذهب، وكتب فيه بماء الذهب من الجهة اليمنى فى دائرة تجاه نصف دائرة المحراب: لا إله إلا الله. وكتب فى محاذاتها فى دائرة أخرى من الجهة اليسرى: محمد رسول الله. وبأعلى نصف الدائرة التى من جهة باب القبة الكائن من جهة الصحن دائرة مكتوب فيها: على كرم الله تعالى وجهه، وفى محاذاتها دائرة مكتوب فيها: عثمان رضى الله تعالى عنه. وفى مقابلة اسم على دائرة مكتوب فيها: أبو بكر رضى الله تعالى عنه. وفى مقابلة اسم عثمان دائرة مكتوب فيها: عمر رضى الله تعالى عنه. وكل ذلك بالخط الثلث المجوف بماء الذهب، ثم فرشت الطرقة التى بين عمد الدكة وحائط المسجد بالرخام الأبيض وفرش صحن المسجد جميعه بالرخام الكبير، وكذا فرشت الطرقتان المقابلتان لبابى القبة البحرى والقبلى بالرخام الأبيض، ثم أمر بفرش المسجد جمعه بالحصر والأبسطة القرمانى وعملت أسياخ من الحديد علقت بسلاسل النحاس المعلقة بالقباب والدوائر ووضع بها أربعمائة وثمانية عشرة قدرا من البلور لأجل إيقادها بالمواسم وليالى الأعياد، وكذا وضع بالقبة الكبيرة نجفة من البلور النفيس باثنين وسبعين فنارا ونجفة أمام المحراب بثلاثة وخمسين فنارا، ونجفة أمام باب القبة من جهة الصحن بنسعة وحمسين فنارا، ونجفة أمام باب القبة البحرى