بسطوته الركبان سارت وحدثت … عن البحر فى مد وجزر لمعتدى
وقد أيدته فى المعارك نصرة … بفتح مبين عن متين مسدد
إذا جاء نصر الله والفتح بالضحى … فويل لكل العاديات بمرصد
وربت كهف دون صف ولم يكن … إذا زلزت يوما ليوجد فى الغد
مدافع إبراهيم بالرعد حوله … تقول: تلونا السجدة الآن فاسجد
فسل عنه نجدا إذ تيمم منجدا … وما لعداه من إغاثة منجد
وسل واقعات الزنج والروم إذ سطا … بسمر القنا الخطى وبيض المهند
وسل يمنا والشام واذكر وقائعا … وأورد صحيح النقل عن كل مسند
وسل هل عسير كان يوم مصابهم … عسيرا وقد باءوا بشمل مبدد
خطوب دهتهم فى مصادمة الوغى … بمنصور جيش فى الحروب مؤيد
رعى الله هاتيك المعاهد كلها … وحيا محياها بحسن التعهد
وحلى طلا الأدوار دوما وصانها … بدولة هذا الداورى عن تجرد
هو الكوكب الأسنى الذى من ضيائه … قد اقتبست أضواء كل توقد
هو الروض يشجى السمع ساجع ورقه … ويعرب عن ألحان كل مغرد
ثناء كورد طاب نفح شميمه … وأزهاره تزهو بخدّ مورّد
وجاه عظيم دونه السعد خادم … إلى مجده الأعلى انتمى كل سيد
وعز يجازى الظالمين بصنعهم … إلى أن يؤدوا جزية الذل عن يد
وفضل هو البحر الذى عم فيضه … وخص بجدوى جوده كل مجتدى
وحظ سما فوق السماكين حظوة … وسامى العلا فخرا بأسعد مسعد
ألا وهو قطب الوقت غيث زمانه … منار الهدى المقصود فى كل مقصد
فأنعم به من منعم متفضل … وأكرم به من مكرم منغمد
معاليه جلت عن نظير وأصبحت … باهى جميع العالمين بمفرد
أنام الأنام المستظلين فى حمى … أمان وأمن من تخوف مفسد
فيجفو الذى يبدى الجفاء تغضبا … ويعفو عن العبد الكثير التودّد