للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسطوته الركبان سارت وحدثت … عن البحر فى مد وجزر لمعتدى

وقد أيدته فى المعارك نصرة … بفتح مبين عن متين مسدد

إذا جاء نصر الله والفتح بالضحى … فويل لكل العاديات بمرصد

وربت كهف دون صف ولم يكن … إذا زلزت يوما ليوجد فى الغد

مدافع إبراهيم بالرعد حوله … تقول: تلونا السجدة الآن فاسجد

فسل عنه نجدا إذ تيمم منجدا … وما لعداه من إغاثة منجد

وسل واقعات الزنج والروم إذ سطا … بسمر القنا الخطى وبيض المهند

وسل يمنا والشام واذكر وقائعا … وأورد صحيح النقل عن كل مسند

وسل هل عسير كان يوم مصابهم … عسيرا وقد باءوا بشمل مبدد

خطوب دهتهم فى مصادمة الوغى … بمنصور جيش فى الحروب مؤيد

رعى الله هاتيك المعاهد كلها … وحيا محياها بحسن التعهد

وحلى طلا الأدوار دوما وصانها … بدولة هذا الداورى عن تجرد

هو الكوكب الأسنى الذى من ضيائه … قد اقتبست أضواء كل توقد

هو الروض يشجى السمع ساجع ورقه … ويعرب عن ألحان كل مغرد

ثناء كورد طاب نفح شميمه … وأزهاره تزهو بخدّ مورّد

وجاه عظيم دونه السعد خادم … إلى مجده الأعلى انتمى كل سيد

وعز يجازى الظالمين بصنعهم … إلى أن يؤدوا جزية الذل عن يد

وفضل هو البحر الذى عم فيضه … وخص بجدوى جوده كل مجتدى

وحظ سما فوق السماكين حظوة … وسامى العلا فخرا بأسعد مسعد

ألا وهو قطب الوقت غيث زمانه … منار الهدى المقصود فى كل مقصد

فأنعم به من منعم متفضل … وأكرم به من مكرم منغمد

معاليه جلت عن نظير وأصبحت … باهى جميع العالمين بمفرد

أنام الأنام المستظلين فى حمى … أمان وأمن من تخوف مفسد

فيجفو الذى يبدى الجفاء تغضبا … ويعفو عن العبد الكثير التودّد