وفى مبدأ تولية السلطان المؤيد شيخ عزل وعنّف بالمعاقبات، وبعد قليل ﵁ واختص به، وجعله يدرس الحديث فى مدرسته، وصار يستصحبه فى الليالى التى يجلس فيها فى القصر، وهى أربع من كل أسبوع فاغتاظ من ذلك القاضى ناصر الدين بن البارزى، فدسّ عليه فعزل.
وفى سنة ثلاث وعشرين سافر إلى بلاد قرمان من قطعة آسيا، ثم رجع إلى مصر وجعل محتسب القاهرة، وأمره الأمير ططر أن يترجم باللغة التركية كتاب القدورى فى الفقه فترجمه.
وفى سنة ست وعشرين جعله السلطان الملك الأشرف برسباى ناظر الأحباس فامتنع
وفى سنة ثمان وعشرين جعل محتسب القاهرة.
وفى سنة تسع وعشرين جعل قاضى الحنفية، ثم عزل فى سنة ثلاث وثلاثين.
وفى سنة خمس وثلاثين صار محتسب القاهرة، ثم عزله الملك العزيز فى سنة اثنتين وأربعين وأقام عوضه ابن الديرى، فأقام/ببيته واشتغل بالتأليف والتدريس فى المؤيدية.
وكان شديدا فى أحكامه ويعاقب بالتجريم بالدراهم، ومن لم يمتثل بضبط بضاعته ويرسلها الحبوس لتفرق على المحبوسين، وكان له درس فى المحمودية فنزل عنه لبدر الدين بن عبيد الله.
قال السخاوى: لم أعلم أحدا جمع وظائف أكثر منه، فكان قاضيا ومحتسبا وناظر الأحباس فى آن واحد، وكان مع ذلك دائما مشغولا بالتأليف إلى أن جاءه الموت يوم الأربعاء من شهر الحجة سنة خمس وخمسين وثمانمائة، ودفن بمدرسته بقرب بيته بحارة كتامة بجوار الجامع الأزهر.
قال السخاوى: وكان العينى عالما بعلوم شتى، واقفا على كثير من الأمور التاريخية دائما مشتغلا بالمطالعة، ونسخ كثيرا بيده، وألف كتبا شتى، وكان خطه جميلا ومع ذلك يكتب بسرعة، ويقال أنه نسخ كتاب القدورى فى ليلة واحدة، ابتدأه مع غروب الشمس وأتمه مع شروقها، وكان يكره الصلاة فى الأزهر لقوله: إن الذى بناه رافضى، ويصلى بمدرسته، وجعل بها خطبة، وبلغت شهرته الآفاق.