للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرقس الحوارى المبشر بالإنجيل فى الديار المصرية وما يتبعها من الجهات الإفريقية من الدار البطريركية العامرة، وتعرف بالبطريكخانة وبالقلاية ومعنى القلاية مسكن الرئيس الروحى، وهى بخط الأزبكية بالدرب الواسع وكان انتهاء عمارة هذه الكنيسة أولا سنة ألف وخمسمائة وست عشرة للشهداء موافقة لسنة ١٨٠٠ مسيحية فى عهد البطريرك مرقس الثامن، وهو الثامن بعد المائة من عدد بطاركة الإسكندرية فى أيام رياسة الأمير الشهير جرجس أفندى الجوهرى رئيس الكتبة المصريين، وذلك أن البطريرك المومى إليه كان ساكنا أولا بالقلاية البطريركية بحارة الروم السفلى فأنشأ قلاية الأزبكية وبجوارها هذه الكنيسة وسكنها، وسبب إنشاء هذه الكنيسة أن الأمير الشهير المعلم إبراهيم الجوهرى-رئيس كتبة القطر المصرى-اتفق له أن إحدى الستات المحترمات السلطانية ولعلها أخت السلطان كانت قد قدمت من القسطنطينية إلى مصر قاصدة الحج، ولكونه متقدما فى الدولة تقدما مشهورا باشر بنفسه أداء الخدمات الواجبة لمثلها فى الذهاب والعودة وقدم لها الهدايا اللائقة لرفيع مقامها فأرادت مكافأته على خدمته التى أبداها مع شهرة صداقته فى خدمة الحكومة واعتبار اسمه بدار السلطنة؛ فسألت عن مرغوباته فالتمس منها المساعدة فى إصدار فرمان سلطانى بالرخصة فى إنشاء كنيسة بالأزبكية حيث مستقر سكنه والتمس منها أشياء أخرى كرفع الجزية عن الرهبان إلى غير ذلك فقوبل رجاؤه بالإجابة، ولكنه توفى فى ٢٥ بشنس سنة ١٥١١ الموافق ختام سنة ١٢٠٩ هلالية قبل الشروع فى البناء؛ فلما تولى أخوه جرجس أفندى منصبه اتحد مع البطريرك وباقى أكابر الأمة وشرعوا فى بنائها بجانب القلاية وانتهت عمارتها سنة ١٥١٦ كما ذكرنا.

ويقال: إن أصل الموقع الذى بنيت فيه الكنيسة كان ملكا للأمير يعقوب والمعلم ملطى اللذين كانا موظفين فى وظائف شهيرة بمصر مدة حكم الفرنسيس وتنازلا عنه للكنيسة ولاتخاذ البطريرك القلاية سكنه بجانبها صارت هذه الكنيسة الأولى من الكنائس المصرية.

ومن خصائصها: أن البطريرك لا يرسم إلا فيها وأول من رسم فيها بطريركيا البطريرك بطرس التاسع بعد المائة المتولى الرياسة سنة ١٥٢٦ للشهداء موافقة سنة ١٨١٠ مسيحية وما دام موجودا بالمحروسة لا يرسم مطارنته وأساقفه إلا بها ولو أراد رسم أى رئيس روحى بأىّ