للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كنيسة كانت فلا مانع، ولكن خصوصية هذه الكنيسة مانعة من ذلك لكونها كنيسة الكرسى.

وكانت منذ إنشائها مجاورة للقلاية لها باب مخصوص بها فى عطفة بالدرب الواسع وكانت تنتهى من الجهة الشرقية إلى حوش القطرى بدرب الجنينة بالأزبكية، وكان آخر من أقيم ناظرا عليها فى عهد البطريرك بطرس السابع وهو التاسع بعد المائة من عدد البطاركة جناب الوجيه يوسف أفندى جرجس مفتاح من معتبرى الأمة وفى مدة نظارته جدد فيها إصلاحات مهمة، ولم تزل الكنيسة والقلاية على هذه الحالة فى تلك العطفة النافذة إلى أن تولى الرياسة الشهير البطريرك كيرلوس الرابع.

وفى سنة ١٥٦٩ الموافقة ١٨٥٣ شرع فى عمارة مدرسة كبرى تجاه الكنيسة من الجهة البحرية فأخذ المنازل اللازمة لاستيفاء المدرسة والقلاية والكنيسة بعضها استبدالا بأماكن أخرى والبعض اشتراه بالثمن حتى حاز المنازل التى كانت مجاورة للقلاية والكنيسة والمقابلة لها من مدخل العطفة المذكورة إلى انتهائها، وفى أثناء عمارة المدرسة سد الطريق الذى كان موصلا لحوش القطرى إذ لم يبق فى العطفة سوى أملاك الوقف، وتمم عمارة المدرسة وبدّل نظامها الأول وحوّله إلى الوضع الذى هى عليه الآن، وجلب إليها المعلمين وأباح لأبناء الطائفة القبطية وغيرهم من المسيحيين والمسلمين والإسرائيليين إدخال أبنائهم ليتعلموا فيها ما يريدون من العلوم العربية واللغات المعتبرة والآداب مجانا.

وكان أول افتتاحها سنة ١٥٧١ وقد عين للصرف عليها إيراد جملة من أماكن وقف الدار البطريركية، ولم تزل للآن تصرف فى شئونها مع باقى المكاتب التى افتتحها بالقاهرة، وقد نجحت هذه المدرسة منذ أوائلها وشاهد نجاحها مؤسسها وكثير من طلبتها الأول مشرفون/ الآن بالرتب والخدم الميرية.

هذا وقد صير موقع العطفة المذكورة دائرة واحدة تشتمل على الكنيسة والبطريكخانة والمدرسة، وجعل على هذه الدائرة بابا شهيرا من الجهة الغربية وهو الباقى للآن بحالته بالدرب