للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواسع، وبعد إتمامه المدرسة وضمه هذه الجهة إليها وجعلهما دائرة واحدة سافر إلى الأقطار الحبشية لزيارة ملكها تاودروس وتفقد أحوال الكنائس الحبشية فإن الحبش جميعا متحدون دينا ومذهبا مع القبط الأرثدوكس وخاضعون لرياسة الكرسى البطريركى الإسكندرى، وأقام فى تلك السفرة نحو سنتين فاستمرت الكنيسة والقلاية على حالتهما الأولى إلى أن عاد من الحبش فشرع فى نقض الكنيسة القديمة.

وفى يوم الخميس التاسع والعشرين من برمودة سنة ١٥٧٥ وهو الثانى والعشرون من نيسان سنة ١٥٨٩ مسيحية فى الساعة الحادية عشرة من ذلك اليوم وضع أساس الكنيسة الموجودة الآن فى موقع الأصلية وكان ذلك اليوم يوما شهيرا ولم يزل مجدا فى البناء حتى توفى وبعد وفاته لم تزل الهمة جارية فى تكميلها من قبل توّلية خلفه البطريرك ديمتريوس وبعد توليته حتى تم بناؤها فى عهده.

وقد كان مؤسسها عازما على جلب الأعمدة الرخام اللازمة لها من أوروبا مع باقى ما يلزمها من الأدوات التى لا توجد بمصر فلم يتيسر له الحصول على مرغوبه حتى مات فاشترت الأمة ما تيسر وجوده من العمد الرخام اللائقة بها من الإسكندرية، ونصب من ذلك أربعة عمد مركبة من قطع الرخام مؤلفة بالتحكيم مع قواعدها من أسفل إلى فوق.

وفى وجود البطريرك ديمتريوس شرع فى استيفاء كمال العمارة فأقيم أربعة أعمدة أخرى من الخشب مضاهية للرخام فى الهيئة وعقدت القبة الوسطى من الخشب أيضا على الأعمدة الثمانية كما هى عليه الآن، وعمل دائرها من الخارج مرتفعا عن الأرض نحو متر وراكزة عليه من ثلاث جهاته العمد الرخام الموجودة الآن، وهى ستة عشر وعمر فوق الدائر بيت النساء يصعد إليه بسلم مخصوص مقابل للكنيسة من الجهة البحرية، وهذا البيت مشرف من داخل على الكنيسة من الجهات الثلاث بحواجز من الخشب المخروط وأقيم حجابها المصنوع من خشب الجوز وركبت أبوابها وشبابيكها ولم تكمل فى مدته، واستمرت على حالتها هذه مدة سنين فى وجوده وبعد وفاته إلى أن تولى الجناب المفخم كيرلوس الخامس وهو الموجود الآن البطريركية