فشرع فى تتميمها فى شهر كيهك سنة ١٥٩٦ الموافقة سنة ١٨٨٠ مسيحية أى فى السنة السادسة من توليته مسند البطريركية؛ فأحضر لها المصورين والنقاشين وباقى الصناع فأتموا ما كان ناقصا من التجارة بالطبقة العليا من بيت النساء وغيره ونقشوها من داخل الهياكل الثلاثة من فوق إلى أسفل، وصوّروا الصور اللازمة فى قبة الهيكل الأكبر والهيكلين الآخرين، ورقمت الصور على الحجاب ثلاثة صفوف مموّهة جميعها بالذهب، وكذلك الحجاب موّهت بوارزه بالذهب وركز أمام الحجاب وقاية له دربزين من حديد بثلاثة أبواب مقابلة لأبواب الهياكل، وصورت قباب الكنيسة خارج الهياكل ونقشت بالألوان الرائقة مموهة جميعها بالذهب وكذلك حيطانها من فوق إلى أسفل ونقش وصور الأنبل (وهو عبارة عن منبر للخطابة وتلاوة الانجيل جهرا) كل ذلك مموه بالذهب ومنقوش بالألوان الجيدة، ثم رقم على أبواب وشبابيك الكنيسة بعض آيات مقدسة من نص الأنجيل والزبور، ورصف دائر الكنيسة من الجهات الثلاث البحرى والغربى والقبلى بحجر الرخام، وكذا نقشت دوائر الكنيسة الخارجة من فوق إلى أسفل.
وبالجملة فقد استوفى نظامها واستكملت زينتها من داخل ومن خارج. أما المحل البطريركى الأصلى فإن البطريرك ديمتريوس لم يجدد فيه شيئا مهما وإن كان قد عمر جانبا مخصوصا بالجهة الغربية من دائرة البطريكخانة فنقض البطريرك الموجود الآن المحل القديم وعمر فى موقعه دائرة بطريركية جميلة جدا، وعمر دائرة للرهبان والخدمة والمسافرين كافية منتظمة فأصبحت الكنيسة محاطة بالنظام من كل جهة، ففى الجهة البحرية المدرسة وفى الغربية العمارة التى أنشأها وتممها البطريرك السابق والدار البطريركية الجديدة التى عمرها ونظمها البطريرك الموجود الآن وفى القبلية الدائرة الأخرى التى عمرها أيضا.
ويلى هذه الكنيسة الكبرى من الجهة البحرية كنيسة صغيرة بينهما ضريح كيرلوس منشئ المدرسة والكنيسة، ولما كانت هذه الكنيسة الآن ليس لها ناظر مخصوص بل هى تحت نظر حضرة البطريرك أقام جناب الوجيه الخواجه عوض سعد الله أمين صندوق البطريكخانة قيما على العمارة التى أجراها بها تحت ملاحظة حضرته؛ فقام بذلك أحسن قيام وبذل فى هذه