إنفاذ مضمون وصيته وكل عام يجتمعون مع جمهور من الأمة والرؤساء والروحيين فى دير القديس أبى رويس لإقامة الصلاة الاحتفالية والتقديس على روح والدهم وزيارة قبره، ويفرقون هناك الصدقات الوافرة على اكليروس الدير وخدمته والفقراء، ويصنعون وليمة معتبرة عمومية يحضرها كافة المصلين والزائرين والمقيمين فى الدير، ولهم محل معدّ يعلو الضريح يستقبلون فيه المصلين والزائرين وغيرهم فضلا عما يصنعونه من هذا القبيل بأيام أخرى كل سنة على روح والدتهم وغيرها من المتوفين من العائلة، ومع مواظبة حضرة البيك نجله على القيام بتوزيع ريع حصة الوقف على جهاتها سنويا جارى والده أيضا فى العناية بأمر فقراء الأمة من جهة تحصيل وصرف مرتباتهم.
ويوجد غير ذلك من الأضرحة داخل الدير قديمة وحديثة ومن الحديثة أيضا ضريح الشهير فى الرهبان والإكليروس الأغومانس بطرس بن جرجس مفتاح شقيق يوسف أفندى جرجس مفتاح المتوفى فى توت سنة ١٥٩١ للشهداء، وكان عابدا محبا للعلم مجدا فى إحياء المدارس محسنا للغاية توفى بدير الملاك البحرى، ونقل جسمه بجنازة شهيرة حضرها جميع أكابر الأمة والرؤساء الروحيين وصلى عليه بدير أبى رويس وتليت إذ ذاك خطبة مرثية لوفاته، ودفن فى مقبرة القسوس داخل الدير والناظر الآن على هذا الدير المعلم الشهير ميخائيل بن جرجس الزيات صاحب الهمة الزائدة فى نظام الكنيسة وعمارة الدير وتحسين حالة أوقافه وتدبير خدمته على أحسن ما يكون، ومن عادته أنه كان يهتم فى كل عام فى يوم الحادى والعشرين من بابه القبطى باحتفال عيد القديس أبى رويس ويدعو/البطريرك وأكابر الإكليروس وجمهورا كبيرا من الشعب، وبعد القداس يصنع وليمة معتبرة للجميع فقراء وأغنياء يخدم فيها بشخصه مع أنجاله.