ويتزوج بأخته (أرستوى) فأرسله بعد زواجه. ثم بعد مدة قتل، فقامت زوجته وأعلنت بالحرب مع قيصر، فحاربها وغلبها، وأخذها أسيرة إلى مدينة روما، وطيف بها فى طرق المدينة فماتت غيظا، وبقيت كليوباترا وحدها على سرير ملك مصر، من ابتداء سنة ٣٧ قبل الميلاد بدون منازع.
وأعقب ذلك موت قيصر، فاتهموها بأنها ساعدت من قتله، فطلبها (انتوان) رئيس الجمهورية، للمرافعة والمدافعة عن نفسها، فقامت وتحلت بأحسن ما عندها من الحلى والملابس، وركبت فى مركب مزينة بالذهب، ومجاديفها من الفضة، وقلوعها من الحرير، وسارت فى نهر سيدنوس، وكانت الفرش التى معها من أقمشة الذهب. وليلة دخولها صنعت وليمة فاخرة، وتجملت بجميع ما يزيد فى جمالها، ثم دعت (انتوان) فلما حضر ورآها، أخذت بقلبه من أول وقوع بصره عليها، ورغب فى تزوجها، وإن كان متزوجا ب (اوكتافى) أخت (أوغسطس) فكان ذلك داعيا لقيام الحرب بينهما؛ محتجا (أوغسطس) بأنه ينتقم لأخته، وكان قد أشركه (انتوان) معه فى الرئاسة، فحصلت معركة انهزم فيها (انتوان) ففر إلى مصر ليكون مع صاحبته كليوباترا، ويكتفى بها، فلم يمكنه (أوغسطس) ولحقه فلم يتخلص (انتوان) منه إلا بقتل نفسه، ولحقته كليوباترا أيضا؛ لأنها لم تتحصل على صيد (أوغسطس) بشرك مكايدها، واستعملت الطرق التى استعملتها مع (قيصر وأنتوان) فلم تنجح، وخافت على نفسها أن يأخذها مع الأسرى إلى روما، فقدّمت الهلاك على العار، واستحضرت حية، ووضعتها فى سبت فيه تين، على ما قيل، وعمدت إليها بيدها فلدغتها، وماتت فى وقتها.
وبموتها انتهى ملك البطالسة، ودخلت مصر تحت حكومة الرومانيين، وصارت مديرية كباقى المديريات، يحكم فيها وال من طرف الجمهورية الرومانية.
هذا، وإن كانت الفتن فى المدد الأخيرة. لم تنقطع؛ وسببها ذرية البطالسة، وعداوتهم لبعضهم التى هى نتيجة الوراثة. وكانت الرومانيون دائما، تتداخل فى أرض (١) يقصد أوكتافيا. انظر: إبراهيم نصحى: تاريخ مصر فى عصر البطالمة، ج ١، ص ٢٩٧.