الطريق، فكان لا تمضى ليلة إلا وتنهب فيها حارة من الحارات، وذلك زمن الوزير مصطفى باشا البوستانجى.
سنة ١٠٥٠: فى زمن منصور باشا، حصل طاعون لم يسمع بمثله، وكان ابتداؤه ببولاق، ولم يظهر بالقاهرة إلا بعد شهرين، والذين ماتوا وصلى عليهم ٩٠٠٠٠٠ نفس، كما قال ابن أبى السرور، وكثر الموت، حتى صارت الموتى تدفن بدون صلاة، وخرب بهذا الطاعون ٢٣٠ بلدة من الجهات البحرية.
وفى سنة ١٠٦٠: قصّر النيل ولم يبلغ غير ستة عشر ذراعا، فشرق ثلث الأراضى القبلية، ولم يرو غالب أرض الوجه البحرى، وعلا السعر علوا فاحشا، وتعطلت الأموال الميرية، وكثرت المظالم، وفشا النهب.
ثم من سنة ١٠٦٣ إلى سنة ١١١٢: تبادل على حكومة مصر ٢٢ من الباشاوات، فكان الأمر بين قتل ونهب، ولم أعثر على أمر يخص الأهالى.
سنة ١١٤٢: حصل طاعون شديد، يعرف فى كتب الإفرنج: بطاعون كاوى، وذلك زمن شياخة ذى الفقار على القاهرة، ولم أر أعظم منه.
وسبب تسميته بهذا الاسم-على ما ذكر المؤرخون-أن فقيرا زنجى الأصل، كان يجرى فى الحارات، وينادى. كاوى كاوى، وبعد ذلك رمى نفسه فى النار فمات.
ثم حدث طاعون زمن شياخة عثمان بيك، واستمر مدة مع قحط شديد، ولكن تدارك عثمان بيك أمر الناس، فلم يحصل لهم كبير عناء.
ومن بعد هذا التاريخ حصلت حروب متوالية، وفتن على سوقها قائمة متتابعة لا تنقطع، لا داخلا ولا خارجا.
سنة ١٢٠٥: حدث طاعون فظيع سماه أهل مصر: طاعون إسماعيل بيك، وذكر المؤرخون أنه لم يحصل مثله فى الأيام السابقة، فإنه كان يموت بالقاهرة-كل يوم-زيادة عن