فالموجودة فى مدخلها المنارة هى المينا الكبرى، والأخريان مجاورتان لها، ولم يفصلهما عنها إلا القنطرة المعروفة باسم (هبتا استاد (١).
ومن هنا يعلم أن محل المنار القديم محل طابية قائد بيك، فى النهاية البحرية الشرقية من جزيرة فاروس.
وقال المقريزى فى خططه: إن منارة إسكندرية أحد بنيان العالم العجيب، بناها بعض البطالسة من ملوك اليونانيين، بعد وفاة الإسكندر بن فليبش، لما كان بينهم وبين ملوك روما من الحروب فى البر والبحر، فجعلوا هذه المنارة مرقبا، فى أعاليها مرآة عظيمة من نوع الأحجار الشفافة، ليشاهد منها مراكب البحر إذا أقبلت من روما، على مسافة تعجز الأبصار عن إدراكها، فيستعدون لها قبل ورودها.
وطول المنارة فى هذا الوقت-تقريبا-مائتان وثلاثون ذراعا، بعد أن كان طولها أربعمائة ذراع، فتهدمت من ترادف الأمطار والزلازل.
وبناؤها على ثلاثة أشكال، فقريب من النصف وأكثر من الثلث، بناؤه مربع الشكل بأحجار بيض، وذلك نحو مائة ذراع وعشرة أذرع تقريبا، ثم بعد ذلك يكون مثمن الشكل مبنيا بالحجر والجص، وذلك نحو نيف وستين ذراعا، وحولها فضاء يدور فيه الإنسان، وأعلاها مدوّر.
ورّم أحمد بن طولون شيئا منها، وجعل فى أعلاها قبة من الخشب، ليصعد إليها من داخلها، وهى مبسوطة منحرفة/بغير درج.
وفى الجهة الشمالية من المنارة كتابة برصاص مدفون بقلم يونانى، طول كل حرف ذراع فى عرض شبر، ومقدارها على جهة الأرض نحو مائة ذراع، وبلغ ماء البحر أصلها، وقد كان تهدم أحد أركانها الغربية مما يلى البحر، فبناها أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون.
وفى الخطط: أنه فى أيام الظاهر بيبرس، تداعى بعض أركان المنارة وسقط، فأمر
(١) الصحيح «هبتاستاديون. Heptastadion «انظر: تاريخ مصر فى عصر البطالمة، ج ٢ ص ٢٨٤.