باشا، فلما توفى إلهامى بيعت من ضمن متروكاته بخمسين ألف جنيه سوى التى اشتراها التاجر (أنطونيادس) الرومى وهى على ملكه إلى الآن، واعتنى اعتناء زائدا بتنظيم القوّة العسكرية، فأدخل فى ترتيب الألايات نوع تغيرات، منها: أنه جعل الألاى الواحد خمسة آلاف عسكرى/أعنى قدر ألايين مما كان قبل، ونظم العساكر الهجانة، وأورطتين مهندسين، وكان تعليمهم بواسطة الصف ضابطان، الذين كان طلبهم المرحوم إبراهيم باشا من بلاد فرانسا لهذا الغرض. فحضروا ومعهم جميع الآلات والأدوات، وأنشئت بمعرفتهم ستون مركبا لتعليمهم كيفية تعدية الأنهار والخلجان، وكيفية عمل الألغام والحيل العسكرية فنشأ من ذلك ما انتفع به القطر.
ومن ضمن الضابطان (موتى بيك) رئيس الاستحكامات زمن المرحوم سعيد باشا و (ديبرنرزى بيك) و (مجاكية باش) مأمور ورشة الحوض المرصود، وكانت رتبته باشجاويش.
وكان مما وجه همته إليه-زيادة على غيره-تتميم الاستحكامات والطوابى والقلاع، طبق ما رسمه رئيس هندسة الاستحكامات (جليس بيك)، ووافقه عليه ذو الدراية والخبرة وأقره الخديوى، فأقام معظم حصونها وأضاف إليها بعض حصون رأى أهميتها فأدخلها فى النقط المهمة، ومن ذلك: قلعة مقابر اليهود، وقلعة أبى قير، وقلعة العجمى، مع إنشاء مبان ملحقة بتلك القلاع للوازمها، فأنشأ فى قلعة مقابر اليهود جبخانة جسيمة تسع تسعة آلاف قنطار من البارود، وهى إلى الآن مستعملة فى حفظ البارود.
وعمل فى قلعة أبى قير مخبزا وطواحين تدور بالهواء، وإسبتاليا لمرضى العساكر المقيمين بهذه القلعة وما جاورها من القلاع، فكانت العساكر المقيمة فى تلك الجهات لا تحتاج لشئ يأتى من الخارج.