للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكن لم يكمل مرغوب/المزارعين من نقل محصولاتهم إلى الأسواق أو إلى بلد أخرى من مراكز التجارات الريفية، لأن هناك موانع كثيرة تمنعهم من هذه الأغراض مثل: بعد الخطوط عن البلدان فى كثير من الجهات، وبعد كثير من البنادر والقرى الشهيرة والأسواق عن تلك الخطوط، وكذلك بعد بعض المحطات عن بعض، أو كونها فى مواضع غير موافقة وغير ذلك.

وهذه المسألة لأهميتها تستوجب على المأمورين إدامة البحث والنظر فيما يرفع هذه الموانع ويوفى برغبة الأهالى، حتى يتمكنوا من جميع أغراضهم، وهذا لا يكون إلا بقدح الفكر ومباشرة العوائد زمنا. وكثيرا ما قدح نظار هذه المصلحة أفكارهم فى ذلك، ولم يفوزوا بالمقصود إلى الآن، ولم تنتفع مصلحة السكة الحديد إلا بنقل شئ يسير من محصولات الزراعة، مع أنها لو توصلت إلى ذلك لنما إيرادها به نموا عظيما، وربما كان قدر الموجود الآن مرتين أو أكثر.

وما فضل المصلحة إلا باتساع دائرة أعمالها داخل بلاد القطر، إذ كان يحصل النفع لها بكثرة الإيراد ومنها لأهل الوطن بتوفير الأجرة عليهم، فيتحصلون على أرباح عظيمة من البيع بالأثمان الموافقة فى الأوقات اللائقة، فإن سير التجارة الآن لم يكن كسيرها السابق، بل فى اليوم الواحد أو الأسبوع بسبب التلغراف الكهربائى الواصل لجميع البقاع ربما تتغير قيمة الصنف والرغبة فيه مرارا، فيحصل الإسراع للمقصود والفوز به فى وقته بواسطة السكة الحديد، ومن يتأمل يرى حقية ذلك ولا ينكره.

ولم نذكر جميع ما صار فى باقى المحطات، لأنا سنذكر كلا فى محله، ونكتفى هنا بما ذكرنا، وإنما نورد الجدول الآتى لبيان محطات السكة بالاختصار: