وفيها أبنية جيدة وقصر مشيد وبستان عظيم وجفلك تبع الدائرة السنية وفيها دكاكين وقهاو عامرة ونخيل وأشجار ومساجد مقامة الشعائر وفيها بيت مشهور بالثروة قديما منه:
الحاج حسين أغا، كان أشهر أهل بلاده وكان ناظر قسم زمن العزيز المرحوم محمد على، ومن بعده أخوه الحاج مهدى أغا كان ناظر قسم أيضا زمن العزيز المذكور، وكان كثير من أهل البلد وغيرهم يتجرون فى أموالهما فلذا تجد أكثر أهل هذه القرية تجارا فى الأغنام ويسافرون إلى آخر الصعيد الأوسط لاشترائها ويعلفونها بالفول ونحوه والماء البارد حتى تسمن فيسافرون بها إلى المحروسة فيربحون فيها كما يفعل أهل ناحية سنبو.
وكان تجارهم إذا ذهبوا إلى بلاد الصعيد تروج البضائع هناك يقول الناس: جاء الآبية وراجت السلع، ويسمون كل من جاء من تلك الجهة آبيا. وقد ترك الحاج مهدى ولدا لم يحسن سيره ولا سيرته، فأذهب الأموال وتضعضع حالهم بسببه.
وفى البلد أضرحة أجلها وأشهرها ضريح الولى العارف بالله تعالى الآمى الخلوتى الشريف الحسينى. سيدى الحاج إبراهيم الشلقامى العمرانى من ذرية سيدى أبى عمران، وهو من أهل القرن الثانى عشر مولده بشلقام قرية صغيرة بجوار قرية آبة هذه. وقد جدد ضريحه عمدة الناحية أحمد بن الحاج حسين أغا، وجعل له قبة عالية ويلحق به جامع متسع متين، مستوف لجميع لوازمه من مطهرة متسعة ومنارة مرتفعة.
وأهل تلك الجهة يعتقدون فى هذا الولى اعتقادا زائدا، وينذرون له النذور ويترددون إليه للزيارة، ويعملون له كل سنة فى فصل الصيف مولدا جامعا ينتصب نحو نصف شهر، ويؤتى إليه من كل جهة حتى من المحروسة للزيارة والتجارة، فيباع فيه كل شئ مما فى القطر