البلاد تسمى بلاد الزنّار بتشديد النون، من أعظم أراضى القطر وأجودها محصولا وأرفعها قيمة وآمنها ريّا، وفى كثير منها يزرع الكتان والدخان المشروب والخشخاش والكمونان، وكثير من الأبزار، ولهم معرفة تامة بتعريق الدخان وتحسينه حتى يؤثره بعض من يتعاطاه على أنواع الدخان.
وربما زرعت هناك أيضا الحشيشة المخدرة التى تسمى حشيشة الفقراء التى أطال المقريزى فى خططه الكلام عليها وهى طاهرة، وحكم الشرع فى تعاطيها حرّمه القدر الذى يغيب العقل منها، وهو يختلف باختلاف الناس والاعتياد، وأما القليل جدا الذى لا يغيب العقل فليس بحرام، لكن اجتنابها مستحسن بالطبع، وقد أصدر بونابرت رئيس الجيوش الفرنساوية أمرا فى تسعة من شهر أكتوبر سنة ١٨٠٠ مسيحية بمنع تعاطى الحشيش والبوزة وهذه ترجمته.
البند الأول: المشروب المسكر المستعمل لبعض المسلمين من النباتة المعروفة بالحشيشة واستعمال حب القنب كالدخان المشروب ممنوع فى جميع أرض مصر، لأن من يعتاد تعاطى ذلك يضيع عقله ويحمله ذلك على ارتكاب كل فاحشة.
البند الثانى: يمنع فى جميع أرض مصر تقطير الحشيش وجميع القهاوى والبيوت التى يعمل فيها ذلك تسدّ بالبناء وتضبط أصحابها وتسجن نحو ثلاثة شهور.