فانظر كيف حصل التشديد على منعها من ملل غير الإسلام، أليست ملة الإسلام أولى بمنعها؟ وهذه الحشيشة تسمى بالشهدانج، وقد ذكر لها ابن جزلة خواص فى كتابة (منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان من الأدوية المفردة والمركبة) وهو كتاب جمع فيه جميع الأدوية والأشربة والأغذية وكل مركب وبسيط ومفرد وخليط رتبه على حروف المعجم فقال: إنها تطرد الرياح ودهنها نافع لوجع الأذن من برد مزمن، ولبن الشهدانج البرى يسهل البلغم والصفراء برفق، وقدر ما يؤخذ منه إلى ثلاثة دراهم وإلى ثلاثة مثاقيل والشهدانج يدر البول، وهو عسر الانهضام ردئ الخلط ردئ للمعدة مصدع يقطع المنى ويحففه ويظلم البصر، وإذا قلى كان أقل ضررا وإذا أكل ينبغى أن يؤكل مع اللوز والخشخاش ويشرب بعده السكنجبين.
وكلمة شهدانج مركبة فى الأصل من كلمتين فارسيتين وهما شاه ودانه ومعنى الأولى ملك والثانية حب فمعناها حب الملوك.
وقال ابن جزلة أيضا فى لفظ قنب: هو نوعان بستانى وبرى بذر الشهدانج وقال حنين: البرى شجرة تخرج فى القفار على قدر ذراع يغلب على ورقها البياض وثمرها كالفلفل يشبه حب السمنة، وهو حب يخرج منه دهن، وطبخ أصول البرى منه ضماد للأورام الحارة والحمرة وعصارته لوجع الأذن اه.
وأما الخشخاش فقال فى تذكرة داود: إنه إذا أطلق يراد به النبات المعروف فى مصر بأبى النوم، وهو أبيض هو أجوده، وأحمر أعدله، وأسود أشدّه قطعا وأفعالا، وزهر كل كلونه وقد يزهر أصفر وله أوراق إلى خشونة ما ويطول إلى نحو ذراع، ويخلف هذا الزهر رؤوسا مستطيلة غليظة الوسط يجمع آخرها قمعا يشبه الجلنار لكن أدق تشريفا، وداخلها نقطة كأن تلك التشاريف خطوط خارجة منها، وداخل هذه بزر