ثم انتقل من المهندسخانة بعد إقامته بها عشر سنوات وامتحانه فيها وإعطائه الشهادات التى تحت يده الدالة على كمال فضله إلى ألاى المهندسين والكبورجية عند وفاة عباس باشا سنة ٧٠ فكان فيه بوظيفتى باش مترجم ومصحح تعريب الفنون العسكرية، فترجم فيه فى أقرب وقت عدة كتب منها: كتاب استكشافات الترع والأنهر، وكتاب ميادين الحصون والقلاع، وكتاب استكشافات عمومية، وكتاب استحكامات خفيفة، وكتاب تذكار ضباط المهندسين، وكتاب استحكامات قوية.
وتعلم بالآلآى المذكور ما لا بد منه من الأصول العسكرية وعرف اصطلاحاتها، ثم ترقى إلى رتبة صاغقول أغاسى فى أواخر شهر صفر سنة اثنتين وسبعين، ثم انتقل من هذا الآلآى إلى مأمورية أشغال الطوابى بالقلعة السعيدية، وتقلد بوظيفة توكيلها مع وظيفة ترجمة الكتب العسكرية، ثم فى رجب سنة ثلاث وسبعين، انتقل إلى مباشرة طبع الكتب العسكرية بمطبعة بولاق، وترقى فى آخر جمادى الثانية سنة أربع إلى رتبة بكباشى بأمر المرحوم سعيد باشا مباشرة بدون توسط أحد.
وقد كنت فى إقامتى فى الأوردى بتعليم الجنود العسكرية ألفت كتابا صغيرا جامعا لأصول الرياضيات والهندسة فصدر أمر الجناب الداورى بطبعه وأحيلت على المترجم مباشرة تصحيحه فطبع بتصحيحه فجاء فى غاية التحرير.
ثم تعين وهو مباشر فى طبع الكتب العسكرية لنظارة قلم الترجمة الذى كان بقلعة الجبل تابعا للمدرسة الحربية تحت نظر رفاعة بيك، وبعد إلغاء تلك المدرسة والقلم اقتصر على مباشرة الكتب العسكرية كما كان، وقد تم على يديه طبع عدة كتب من التى ترجمها وهو بآلاى المهندسين والكبورجية فى الفنون العسكرية.