أول من أدخل علوم المصريين بلاد اليونان جماعة يونانيون، ساحوا فى الديار المصرية واقتبسوا من معارفها ونشروها بين أهل وطنهم، وهم أورفيه، وموزيه، وديدال، وهوميروس، وليقرغ من أهل إسبارته، وسولون الأثينى، وأفلاطون الفيلسوف، وفيثاغورس من جزيرة ساموس، وأودوكس، وديموكريت، وتيودور وفيريسيد، وطاليس، وإنجزاجور.
قال: وكانت مصر منبع العلوم والفنون واليونان على غاية من التبربر والتوحش، فتعلم أودوكس فى مدينة منفيس على الكاهن كنوفيس، وأخذ سيلون عن العالم سنكيس فى مدينة صا، وأخذ فيثاغورس عن إينوفيس بمدينة عين شمس، وكان أميروس (١) شاعرا مشهورا، جمع فى شعره من كان فى حرب تروادة من الأمراء والملوك، وكان مولده بعد أخذ تروادة بمائة وثمان وستين سنة، وهذا يفيد أنه كان قبل المسيح بثمانمائة وأربع وثمانين سنة، وبعضهم جعل ذلك قبل المسيح بتسعمائة وثمان وستين سنة، وجعلها برفير قبله بتسعمائة وسبع سنين.
وحقق بعض مفسرى هيرودوط: أن ولادته كانت قبل المسيح بتسعمائة وسبع وأربعين سنة، وعاش ثلاثا وستين سنة، وساح فى جهات كثيرة بعد أن أقام سنتين يدرس فى بلده بمدرسة الآداب، وكان القصد من سياحته أن يجمع ما جمعه فى كتابه من الأخبار، وقد جعلها قصائد مفرقة وبقيت كذلك مدة ثم جمعها العالم ليقرغ فى سياحته بعد موته بعشرين سنة، لما لها من الشهرة والانتشار بين الناس، مع اشتمالها على الحكم والأحكام والفوائد النفيسة.
وفى قاموس الجغرافية الفرنجى أن أم أميروس (٢) من أزمير، وأنه عمى فى آخر عمره وافتقر حتى أدّاه ذلك إلى السؤال، وأشهر أشعاره قصيدتان: إحداهما تسمى عندهم